كل هذه فوائد طاعة الله ورسوله، والإيمان بالله ورسوله، ولا شك أن ضد ذلك يحصل لمن عصى الله ورسوله من عذاب النار، وأما الذين غلوا وتجاوزوا؛ فإنهم وصفوه بما لا يستحقه إلا الله تعالى؛ بأن أكثروا من مدحه، ومع ذلك فإنهم خالفوا ما جاء به وما أمر به حتى عبدوه مع الله أو صرفوا له شيئا من حق الله تعالى: وكل من دعا معـه أحــدا فقد أشرك بالله ولـو محمدا وقد كان صلى الله عليه وسلم حريصا على أن لا يعطى شيئا من حق الله في الحديث أنه قال: { لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله } . يعني: إطراء النصارى أن قالوا: هو الله، هو ابن الله، هو ثالث ثلاثة، فتجاوزوا به الحد، وأعطوه الألوهية التي هي من خصائص الله فخاف على أمته أن يرفعوا مكانته، ويجعلوه شريكا لله طالبي حق من حقوقه؛ فيكونون بذلك مشركين في حيث عبدوا مع الله غيره ولو أنبياءه. |