كذلك من خصائصه: السيادة أنه سيد المرسلين؛ يعني: أشرفهم بل سيد الناس يوم القيامة، ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: { أنا سيد الناس يوم القيامة } ثم أخبر بأنه يشفع للناس وتقبل شفاعته في أن يريح الله تعالى الناس من طول الموقف، فيعترفون بسيادته وبفضله. أما قوله صلى الله عليه وسلم لوفد بني عامر لما قالوا: أنت سيدنا، قال: { السيد الله } ؛ فإن ذلك على وجه التواضع وإلا فسيادته صلى الله عليه وسلم معترف بها أنه سيد الناس يوم القيامة، وسيد أمته وأشرفهم، وأنه له الحق عليهم أن يطيعوه، لا يصح إيمان أحد حتى يصدقه، ويؤمن برسالته؛ فمن ادعى أنه مؤمن بالله، قيل له: كمل إيمانك بالإيمان برسالته؛ لأن الله تعالى قال: { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا } . فجعل الإيمان برسالته إيمانا بالله أو تابعا للإيمان بالله، كذلك الشهادة: الشهادة له بالرسالة وبالنبوة هي قرينة الشهادة لله تعالى بالألوهية، من شهد أن لا إله إلا الله لزمه أن يشهد أن محمدا رسول الله، فالشهادتان كلاهما قريبتان، كل من الشهادتين مكملة للأخرى؛ فلا بد أن الذي يشهد له بأنه رسول؛ فإن عليه أن يطيعه فلا يصح الإيمان إلا بالشهادة بأنه نبي مرسل، وقد ذكرنا فرقا بين النبوة والرسالة، وأن كلاهما متلازمتان وكلاهما من حقه. |