من خصائصه أنه صاحب لواء الحمد، وصاحب المقام المحمود والحوض المورود، وفي بعض الأحاديث أنه عليه السلام قال: { لواء الحمد بيدي } يعني: أنه اللواء والعلم الذي يرى من بعيد يحملونه للجهاد، يسمى لواء ويسمى علما، فهو لواء الحمد الذي إذا حمله واتبعه أمته، قد يكون حسيا وقد يكون معنويا، فاعترفوا بأن هذا هو الذي يحمد لأجله. تفسير المقام المحمود وكذلك المقام المحمود، ورد قول الله تعالى: { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } مقاما محمودا هكذا جاء في هذا الحديث. جاءت هذه الآية المقام المحمود: هو الذي يحمده به الأولون والآخرون يوم القيامة، وقد أطال المفسرون في ذكر المقام المحمود، والأدلة عليه كما في تفسير ابن كثير ونحوه، توسعوا في: ما المراد بالمقام المحمود؟ فالجمهور على أنه الشفاعة التي هي الشفاعة العظمى التي يحمده بها الأولون والآخرون، هذا أشهر ما يقال، وذهب بعضهم إلى أن المقام المحمود أن يجلسه الله تعالى معه على عرشه، اختار هذا القول بعض العلماء، وحكاه ابن القيم في بدائع الفوائد عن مجموعة من السلف وجوده الإمام الخلال في كتاب السنة، وأطال في تقريره، وفي ذكر ما يدل عليه مما يدل على أنه يعتمده، ولا شك أيضا أن من المقام المحمود قبول شفاعته أي الشفاعة التي له، وقد تقدم أنه يشفع يوم القيامة يقول فيما تقدم يشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، فيخرجون فذكرنا أن له خمس شفاعات، وكلها من المقام المحمود. |