وأهل التوحيد أثبتوها بإذن الله وبرضاه؛ أي بشرطين ذكرا في قول الله تعالى: { يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا } أذن ورضي؛ الإذن للشافع والرضا عن المشفوع، والحاصل أن هذا هو ما يتعلق بالمقام المحمود وله أيضا الحوض المورود، كما تقدم في الفصل قبله أن طوله شهر وعرضه شهر، وأن آنيته عدد نجوم السماء، يرد عليه الموحدون ويذاد عنه المشركون . ومن خصائصه أنه إمام النبيين، وقد تقول: كيف يكون إمامهم وكلهم قبله، والإمام هو القدوة فكيف يقتدون به وهم ماتوا قبله وهو آخرهم. ورد في بعض الروايات: أنه لما أسري به إلى بيت المقدس جمع له الأنبياء يعني أرواحهم أو أحياهم الله وقدموه فصلى بهم؛ فهم المأمومون وهو الإمام، فيكون إمامهم؟! فإذا قيل: إن الإمامة هي الاقتداء، ومعنى ذلك أنهم جميعا على ملته التي هي العقيدة والتوحيد وهي شريعة الله تعالى، وأما كونه خطيبهم فيقال: لعل ذلك في يوم القيامة، أنه هو الذي يخطب بهم ويعلم أو يخبرهم بما أمره الله تعالى به، ويمكن أن ذلك لما جمع له في بيت المقدس خطبهم . فكذلك أيضا من خصائصه أنه صاحب شفاعتهم أي: هو الذي يشفع فيهم يوم القيامة فيما أمره الله تعالى وتقبل شفاعته، يشفع بأن يفصل الله تعالى بين عباده. |