وفضائل الصحابة كثيرة ذكرها العلماء في مؤلفاتهم؛ فذكروا جميعا مثل ما ذكر من هذه الآيات، وما ذكر من الحديث الذي فيه قوله -صلى الله عليه وسلم- { لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه } فهذا بلا شك دليل على فضلهم جميعا؛ لأنهم فاقوا غيرهم لصحبة نبيهم -صلى الله عليه وسلم- ؛ فلذلك كانوا من أفضل الخلق تفوقوا على غيرهم فهذا دليل على فضلهم فنذكر فضائلهم جميعا، ونذكر فضائل بعضهم. وقد ألف العلماء في فضائلهم، ذكر ابن كثير -رحمه الله- أنه أفرد فضائل أبي بكر وعمر في مؤلف بلغ ثلاثة مجلدات؛ مما يدل على أنه استوفى ما وقف عليه من فضائل هذين الخليفتين -رضي الله عنهما- وقد ألف في ذلك الإمام أحمد وكتابه مطبوع بدأه بفضائل الخلفاء الأربعة على ترتيبهم، وكذلك -أيضا- من بعدهم مما ورد فيه فضل، وكذلك غيرهم، وفي كتب التاريخ -أيضا- ذكر فضائلهم. ففي تاريخ ابن جرير فضائل لهم كلما ذكر موت أبي بكر ذكر فضائله يعني: التي وصلت إليه، وكذلك عمر وعثمان وعلي وغيرهم، وكذلك -أيضا- فعل ابن كثير كلما جاء في سنة وفاة أحدهم، وقال: في هذه السنة توفي أبو بكر ذكر فضائله؛ يعني: وإن كان يختصر وهكذا فضائل عمر في سنة وفاته، وكذلك عثمان وعلي وغيرهم من الصحابة. وكذلك كثير من المؤرخين الذين كتبوا في كتب التاريخ كابن عساكر وابن الجوزي ونحوهم؛ وذلك دليل منهم على اهتمامهم بفضائل هؤلاء الصحابة. |