............................................................................... لا تمثله العقول بالتفكير: يعني لو فكر الإنسان ما قدر على أن يصل إلى تمثيل ذاته، ولا إلى تمثيل صفاته؛ ولذلك قال: { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } فكل ما خطر ببال الإنسان أن الله على كذا، أو أنه على صفة كذا وكذا فإنه بخلاف ذلك. فالعقول تعجز أن تمثله؛ ولو فكرت ثم فكرت. ولا تتوهمه القلوب بالتصوير: لا تصوره، ولا تتصور القلوب أن الله على صورة كذا وكذا { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } أخبر تعالى بأنه ليس له مثل من المخلوقات ولا من الموجودات، ليس له مثل. وهذا رد على المشبهة والممثلة الذين يجعلون لله صفات تماثل صفات المخلوقين، أو ذاتا تماثل أو تشابه صفات وذوات المخلوقين، رد عليهم: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } ثم رد على المعطلة الذين ينكرون الصفات بقوله: { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } فالذين يعطلون الله تعالى، ويقولون: ليس له سمع ولا بصر. رد عليهم: بأنه له سمع وبصر { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } يعني: الذي يسمع كل شيء بعيد أو قريب، جهرا أو خفيا، كما في قول الله تعالى: { الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } . |