............................................................................... وقد أمرنا بالاقتفاء بآثارهم، والاهتداء بمنارهم، فلا نؤول -يعني تأويلا يخرج الكلام عن ما هو عليه، وعن مراد الله تعالى به؛ لأن هذا التأويل يصير تحريفا، تأويلهم: هو تحريف للكلم عن مواضعه. فأمرنا بأن نقتفي آثارهم، وأن نهتدي بمنارهم، يعني: بطرقهم التي ساروا عليها. يقول: قد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم، والاهتداء بمنارهم، يعني: بأعلامهم التي رفعوها وساروا عليها، وحذرنا من المحدثات -أي البدع، وأخبرنا بأنها من الضلالات، ثم استدل بهذا الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم: { عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي } الخلفاء الراشدون: الذين خلفوه، وهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي هؤلاء هم الخلفاء الراشدون، ومن سار على نهجهم؛ فإنه تابع لهم. ثم راشدين؛ لأنهم على الرشد؛ الذي هو ضد الغي { قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } وسموا مهديين؛ لأنهم مهتدون، هداهم الله تعالى، وسدد خطاهم { عضوا عليها بالنواجذ } يعني: تمسكوا بها تمسكا قويا، الشيء إذا حرص عليه الإنسان أمسكه بيديه، وخاف أنه يتفلت، فيعضه بأسنانه، بأقاصي الأسنان، أقصى الأسنان يسمى الناجذ { عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور } المحدثات: هي البدع { فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة } . |