............................................................................... نقل -أيضا الأدرمي رحمه الله لرجل تكلم ببدعة، ودعا الناس إليها، وهذه البدعة هي: القول بأن القرآن مخلوق؛ وذلك لأنه ابتدع ذلك مبتدع يقال له أحمد بن أبي دؤاد ثم إنه زين للخلفاء أن يدعوا الناس إلى ذلك، وأن يعتقدوه، فالتزم بذلك بعض الخلفاء، ولما أحضر هذا الأدرمي عند الخليفة العباسي الواثق بن المعتصم أحضر وهو مكبل مقيد، فقيل له: احتج بما عندك. ذكر عن صاحب كتاب "الشريعة" الآجري في مقدمته روايات في هذه القصة، وأنه قال: إنه عاجز عن أن يجيب لما أسأله عنه، فقال الخليفة: أيعجز أبو عبد الله ؟ كان عالما مفوها جدليا، فقال: نعم، آتيه بما يعجزه. سأله هذا السؤال، فقال له: أنت الآن تقول: إن القرآن مخلوق، فأخبرنا هل هذا القول علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي علموا أن القرآن مخلوق أو لم يعلموا؟ فقال: لم يعلموا. فقال: عجبا لك، يجهلون ما يتعلق بالقرآن وتعلمه أنت، من أين جاءك هذا العلم؟ هل نزل عليك الوحي؟ هل أنت تعلم الغيب؟ تكون أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن؟ وأعلم من الصحابة الذين هم خلفاؤه الراشدون، الذين أمرنا باتباعهم في قوله: { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي } تكون أنت أعلم منهم؟! فعند ذلك خجل أن يقول: إنهم لم يعلموه؛ لأن في ذلك طعنا في النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجهل هذا القول، فقال: بل علموه، علموا أن القرآن مخلوق. فقال: إذا كانوا قد علموا أن القرآن مخلوق؛ فهل وسعهم أن لا يدعوا الناس إليه أم لم يسعهم؟ فقال: بل وسعهم -يعني سكتوا عن الناس ولم يدعوا الناس إليه، ولم يلزموا الناس به، ولم يقولوا: أيها الناس.. اعتقدوا أن القرآن مخلوق، من لم يعتقد أن القرآن مخلوق فإننا نعذبه، وإننا نمتحنه، هل نقل أنهم امتحنوا أحدا وعذبوه بأن يقول: إن القرآن مخلوق؟ أخبرنا يا ابن أبي دؤاد من الذي امتحنوه؟ هل امتحن النبي صلى الله عليه وسلم أحدا وألزمه بأن يقول: إن القرآن مخلوق؟ وهل خلفاؤه -أيضا امتحنوا أحدا أن يقول: إن القرآن مخلوق؟ فقال: لا، لم يمتحنوا أحدا. قال: فكيف لا يسعك ما وسعهم؟! لماذا لم تفعل كفعلهم؟! اسكت على عقيدتك، إذا كنت تعتقد شيئا، ولا تلزم الناس بشيء تعتقده، ولم يلزمهم به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون. انقطع الرجل لما احتج عليه بهذه الحجة، انقطع ابن أبي دؤاد قال الخليفة الذي هو الواثق لا وسع الله على من لم يسعه ما وسع الصحابة وما وسع التابعين وما وسع علماء الأمة. وهكذا نقول: من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كلهم والتابعين لهم بإحسان والأئمة من بعدهم، الأئمة الأربعة: أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ومن بعدهم من الأئمة الذين ساروا على نهجهم، والراسخين في العلم، من لم يسعه تلاوة آيات الصفات، وقراءة أخبار الصفات، وإمرارها كما جاءت؛ فلا وسع الله عليه. فالحاصل.. أن هذه المقدمة ذكرها ليقتصر المسلم على ما نقل عن الصحابة والتابعين، وما جاء في الكتاب والسنة من الأدلة، وأن يتقبلها، وأن لا يرد شيئا منها، وفيما بعد يذكر بعض النصوص التي تدل على شيء من الصفات، ويذكر -أيضا قول أهل السنة في غير ذلك من الصفات. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد . الأسئلـة بسم الله الرحمن الرحيم. س: يقول السائل: شاب يشتغل بطلب العلم ليس قي مجلس أحد من العلماء .. مع أنه ....؟ بالنسبة إلى مداخل العلوم لا بد أنها تؤخذ من العلماء، علم اللغة، وعلم النحو، وكذلك أيضا علم العقيدة وما يتصل بها، لا بد أنه يأخذه من العلماء، ويتلقاه عن أكابر المشائخ ونحوهم. وأما بالنسبة إلى من تمكن وصار عنده قدرة على الفهم وعلى القراءة فله أن يأخذ من أمهات الكتب؛ ومع ذلك لا بد أن يرجع إلى العلماء فيما يشكل عليه، فليس كل من اقتصر على الكتب يكون قادرا على الاستفادة. وهذه المقالة فيمن اقتصر على الكتاب ولم يرجع إلى العلماء، من كان دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه. س: يقول السائل: الكيد .. من صفات الله تعالى أو أسمائه، وهل يقال: إن الله... صفة فعل؛ ولكن لا يشتق منها اسم، وتذكر على وجه المقابلة، قال تعالى: { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا } ولا يشتق منها اسم؛ لأنه لا يمدح به، فلا يقال: من أسماء الله: الكائد، ولا الماكر، ولا المخادع؛ بل يقال: الله تعالى أثبت لنفسه ذلك في قوله تعالى: { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } وفي قوله: { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ } فلا نقول: من أسمائه هذه الأفعال؛ إنما نذكرها بلفظ الفعل، وتذكر كما جاءت، فيقال: الله يكيد للكائدين، الله يمكر بالماكرين، الله يخادع المخادعين وما أشبه ذلك. س: ..... فكيف يجوز الصلاة معهم والأكل معهم وأكل ذبيحتهم علما بأنهم يسبون بعض الصحابة فهل يطلق عليهم مسلمين أو كفارا؟ نرجو الإفادة.. الأصل أنهم لا يصلون معنا؛ بل يصلون أفرادا، أو يصلون وحدهم؛ وذلك لأنهم يعتقدون أن الصلاة معنا لا تقبل. وهذا دليل على أنهم يكفرون أهل السنة، ويرون أن صلاتهم مردودة. هذا هو معتقدهم. فعلى هذا.. نرى أنه لا يجوز أن يقدم أحدهم كإمام، وكذلك أيضا إذا ابتليت بالاجتماع معهم فأظهر احتقارهم، وكذلك أيضا اشتغل بالرد عليهم فيما يعتقدونه، فتذكر فضل الصحابة كالخلفاء الثلاثة؛ لأنهم يسبونهم، وتذكر -أيضا الأدلة من القرآن على فضلهم، وما أشبه ذلك، وتناقشهم عند المناسبة في معتقداتهم، وتقرأ عليهم من الآيات والأحاديث ما يكون ردا عليهم. وإذا رأيت منهم إصرارا واستكبارا فأظهر احتقارهم وبغضهم، وحذر من الانخداع بأقوالهم وأفعالهم. س: من ينذر نذرا هل يأكل منه أم لا؟ إذا نذر نذرا لله بأن قال: لله علي أن أذبح شاة، لله علي أن أذبح بعيرا لوجه الله، أو إن شفيت من هذا المرض فلله علي أن أذبح بعيرا. فهذا جعله لله، يتصدق به، وأما ما جعله نذر عبادة وإنما جاء نوعه كرامة -يعني لو قال: أن أذبحه لأهل بيتي أو لزملائي، فمثل هذا له أن يأكل منه. س: هل يجوز إحضار التلفاز للأطفال لمشاهدة أفلام الكرتون علما بأنه.... ومشاهدة الأشياء المفيدة؟ لا شك أن هذه الأجهزة يحدث فيها أشياء وبالأخص في أطراف المملكة في هذه البلدة يمكن أن يفتحوا على إذاعة اليهود وبث اليهود وبث الأردن ونحو ذلك، كذلك بث بعض الدول التي تبث الشرور، وكذلك أيضا يذكر أهل المنطقة الشرقية أنه يأتيهم البث من البحرين ومن الكويت ونحوه. فنرى في هذه الحال حفاظا على عقائد الأطفال، وعلى أخلاق الرجال والنساء، عدم النظر إليه وعدم التمكين منه، أما إذا كان يتحفظ عليه، ويعرف أنه لا يبث إلا الشيء الذي فيه مصلحة، أو فيه تسلية للأطفال فلا بأس؛ ومع أن الأولى أن يشغل الأطفال بشيء يستفيدون منه، أو لا ضرر فيه كالأفلام التي فيها محاضرات أو فيها عرضات أو ما أشبه ذلك، فيشتري تلك الأفلام من أفلام الفيديو وتسجيلات الفيديو وما أشبه ذلك، ثم يعرضها في أجهزة المكبر للفيديو وما أشبهها؛ حتى يسلم من ذهابهم إلى الجيران ونحوهم. والله أعلم، وصلى الله على محمد . |