............................................................................... ولا شك أن ربنا سبحانه أثبت لنفسه تلك الصفات التي تتضمنها تلك الأسماء، وأثبتها على وجه التمدح؛ وذلك لأنها صفة كمال، ونفيها صفة نقص، ونفي هذه الصفات يلزم منه التعطيل؛ ولأجل ذلك يسمى من ينفي هذه الصفات: معطلا، الذين ينفونها هم في الحقيقة المعطلة؛ وذلك لأنهم عطلوا الله تعالى عن صفات كماله. ولهم في ذلك شبهات يدلون بها، وأكثرهم يعتمدون على العقل، ويعتمدون على الفكر على الأفكار، يعنى: أن أفكارهم تمنعهم أن يثبتوا ذلك، وتخيلاتهم. وأما عذرهم الظاهر فإنهم يقولون: إن إثباتها تشبيه، أنها تشبيه بالخلق. وكما ذكرنا بيت الزمخشري الذي يقول فيه: قـد شبهوه بخلقـه فتخـوفوا شنع الـورى فتستروا بالبلكفـة يعنى: بقولهم: أن الله يسمع بلا كيف، وأنه يرى بلا كيف، ويتكلم بلا كيف، إلى آخر ذلك. فزعم أن هذا تشبيه مع أنها صفات كمال؛ ومع أنهم يعتمدون فيها على الأدلة على النصوص التي هي الآيات الصريحة، والأحاديث الصحيحة دلالتها واضحة نص أو ظاهر في إثبات هذه الصفات. |