إثبات صفة النزول لله تعالى

............................................................................... ذكر أيضا من السنة أحاديث، كحديث النزول: { ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا } وهذا الحديث قد اشتهر، ذكر أنه رواه نحو عشرة من الصحابة رضي الله عنهم، وقد استوفى طرقه حافظ الحكمي رحمه الله في كتابه الذي سماه: "معارج القبول شرح سلم الوصول"، وغيره الذين كتبوا في الأدلة. فنعتقد أن الله تعالى ينزل كما يشاء؛ ولكنا لا نقول: إن نزوله كذا وكذا، ولا أنه يخلو منه العرش، أو لا يخلو؛ بل ينزل كما يشاء. ثم إن الذين نقلوا هذا النزول هم عدول ثقات؛ ولو رددنا هذا الحديث لرددنا أحاديث الأحكام. يقول أبو الخطاب في عقيدته: قالوا النزول فقلت ناقلـه لـنا قـوم هموا نقلـوا شـريعة أحمد قالـوا فكيف نزولـه فأجبتهم لم ينقـل التكييف لي في مسـنـد يعنى: أننا تلقينا أحاديث النزول عمن تلقينا عنهم الشريعة، هم الذين نقلوا لنا القرآن، هم الذين نقلوا لنا العبادات، فكيف نرد حديثا ونقبل أحاديث. لا شك أن هذا تناقض؛ لكن نقول: ينزل كما يشاء، ولا نكيف نزوله. وقد ثقل هذا الحديث على الأشاعرة، وسلكوا في تأويله وتحريفه مسالك عجيبة، وكان الأولى بهم أن يقولوا: ينزل كما يشاء. وقد شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة كبيرة مطبوعة باسم: "شرح حديث النزول"، وبين الكلام حوله.