............................................................................... وما يقال فيه من الأحاديث أيضا حديث العجب: { يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة } معناه: أن الشباب عادة يهوون اللعب، ويهوون الفرح والمرح؛ وذلك من آثار الصبا؛ إلا من عصمهم الله تعالى. ذكر ابن كثير في قصة يحيى في قول الله تعالى: { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا } أن الأولاد قالوا له: تعال معنا نلعب. فقال: أيها الأولاد.. ما خلقنا للعب. وهذا معنى { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا } . فالشباب الذين في سن الخامسة إلى الخامسة عشر عادة يكون معهم شيء من الصبا، وشيء من اللهو واللعب، والمرح والفرح، وما أشبه ذلك. فإذا قدر أن هناك شباب لم يكونوا يشتغلون بهذا اللهو؛ فإن ذلك دليل على ما خصهم الله تعالى به من الخير، فيكون ذلك مثار العجب، عجب ربك من الشاب أي أن هذا عجب. أثبت صفة العجب لله تعالى وهي صفة فعلية، يعجب إذا شاء. وقد استدل عليه من القرآن بقول الله تعالى: { وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا } عجب يعني أخبر بأنه عجب، يعني: عجب من الله. وقرأ بعض القراء قوله تعالى في سورة الصافات: { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ } وفي قراءة: " بل عجبتُ "، وكلاهما قراءتان سبعيتان، تجوز القراءة بهذه وبهذه. دل على أن الله تعالى يعجب إذا شاء. ومن الآيات قوله تعالى: { قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ } ما تعجيبه يعني يتعجب الله تعالى! ما الذي أكفره؟! فيعجب الله تعالى. وكذلك في حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: { عجب ربك من قنوط عباده وقرب غيره } عجب، فأثبت لله تعالى العجب. |