............................................................................... وقد ناقش أهل السنة، ناقشوا أدلة المعتزلة في القول: بأنه مخلوق. ومنهم: ابن أبي العز شارح "الطحاوية"، أورد شبهاتهم، ومنها قولهم: إن الله يقول: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } والقرآن شيء، فيكون مخلوقا. فبين أنه مع هذا العموم مخصوص، مخصوص بذات الله تعالى، فإن الله شيء، وصفاته شيء، فلا تدخل في هذا العموم. ومنها قولهم: إن الله ذكر أنه محدث: { مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ } والإحداث: هو الخلق. وهذا خطأ، فإن الإحداث: التجدد يعني ما يأتيهم من كلام ربهم إلا جديد، كلام جديد إلا قالوا كذا وكذا. فالإحداث بمعنى الحدوث وهو التجدد. ومنها: استدلالهم بالجعل في قوله: { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا } وقالوا: الجعل: هو الخلق. وهذا أيضا خطأ، فإن الجعل بمعنى: التصيير أي صيرناه قرآنا. من أكابر المعتزلة، ومن مشاهيرهم: الزمخشري صاحب "الكشاف" التفسير المشهور، ذكروا أنه لما ألفه ابتدأه بقول: الحمد لله الذي خلق القرآن. ثم قال له بعض تلاميذه: أنه بذلك ينفر منه الناس. فغيره، وجعله: الحمد لله الذي جعل القرآن. الجعل عندهم بمعنى: الخلق. ثم إن بعض النساخ غيروا كلمة "جعل"، وبدلوها "بأنزل"، وهي تغيير من النساخ؛ لا أنها هي الأصل. فالزمخشري من رؤساء المعتزلة، صاحب هذا الكتاب الذي يغالي فيه كثير من الناس، والذي قال فيه بعض العلماء: لأن لم تداركه من الله رحمة ليرين للكافرين مرافقا. |