............................................................................... من الأدلة أيضا: آيات اللقاء في قوله تعالى: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ } اللقاء لا يكون إلا عن رؤية: { قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ } اللقاء لا يكون إلا عن رؤية، فدل على أن المؤمنين إذا لاقوه فإنهم يرونه. من الآيات: آيات المزيد، قوله تعالى: { لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } فُُُُُُُسر المزيد: بأنه رؤية . نظرهم إلى الله. وآية الزيادة: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } فسرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: { الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله تعالى } وكذلك فسرها الصحابة، وتلقى ذلك عنهم المفسرون. من الآيات أيضا: هاتان الآيتان اللتان ذكرتا هنا في قوله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } ناضرة الأولى: كتبت بالضاد أخت الصاد أي من النضارة؛ التي هي البهجة والسرور، كما قال تعالى: { وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا } يعنى: وجوه مستنيرة، وجوه مسفرة. { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } هذه كتبت بالظاء أخت الطاء، والنظر: هو المعاينة إلى ربها، تلك الوجوه ناظرة في الجنة. هذا بلا شك دليل واضح على أن النظر أنها تنظر إلى الله معاينة، ولا تحتاج إلى تحرير ولا إلى تأويل وتبديل كما فعل هؤلاء المعتزلة؛ فإنهم فسر بعضهم حرف "إلى" بأنه اسم، لا حرف، وأنه مضاف، وأن معناه: واحد الألة. وهذا تحريف زائد. ثم الآية الثانية: قوله تعالى: { كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } هذا في الكفار، في قوله تعالى: { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } يعني: الكفار { كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ } عن ربهم محجوبون يعني أنهم بينهم وبين الله تعالى حجاب لا يرونه؛ وذلك من تعذيبهم، عذاب لهم. حجبهم عن رؤية الله تعالى تعذيب لهم؛ ولو كان المؤمنون لا يرون الله تعالى لكانوا أيضا عن ربهم محجوبين، فلما خص الكفار بأنهم المحجوبون دل على أن المؤمنين لا يحجبون؛ وإلا لم يكن هناك فرق بين المؤمنين وبين الكفار. استدل بهذه الآية الشافعي الإمام المشهور رحمه الله، وقال: لما حجب الله الكفار في حالة السخط دل على أنه لا يحجب المؤمنين في حالة الرضا. لا شك أنها دلالة واضحة، يقول: لما حجب أولئك في حال السخط دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضا؛ وإلا لم يكن بينهما فرق، يكونون كلهم محجوبون. |