............................................................................... فالإيمان عند أهل السنة: تدخل فيه الأعمال، الدليل: قوله تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } أي هذا كله دين. والدين: هو الإيمان أي دين الملة القيمة، فجعل عبادة الله من الدين، وجعل الإخلاص إخلاص القلب من الدين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة كله من الدين. من الأدلة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: { الإيمان: بضع وسبعون شعبة. أعلاها: قول: لا إله إلا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق. والحياء: شعبة من الإيمان } فشعب الإيمان يعني أجزاءه التي يتكون منها، يعني: أن الخصال التي يعملها تنحصر في بضع وسبعين شعبة. قيل: إنه أراد بذلك التكثير، وأن الأعمال أكثر من البضع والسبعين. وقيل: إنه أراد الحصر، وأنه يمكن ألا تكون، يمكن ألا تزيد عن بضع وسبعين ولا تنقص. مثل بهذه الأمثلة: قول: لا إله إلا الله: هذا قول، قول باللسان. فجعله من الإيمان. إماطة الأذى عن الطريق: هذا عمل بالأركان. جعله من الإيمان. الحياء: الذي هو خلق نفسي. جعله من الإيمان. فمثل.. بالقول، وبالفعل، وبالاعتقاد. وقد كتب العلماء في شعب الإيمان، وأكثروا منها، للبيهقي كتاب مطبوع في سبعة أجزاء اسمه "شعب الإيمان"، ذكر فيه الأحاديث التي تدل على الإيمان. فنحن نقول: الصلاة من الإيمان، والزكاة من الإيمان، والحج من الإيمان، والصيام من الإيمان، والبر من الإيمان... كلها من شعب الإيمان. وكذلك أيضا نقول في التروك، فنقول: ترك الربا من الإيمان، وترك الشرك من الإيمان، وترك الزنى من الإيمان، وترك المسكرات من الإيمان؛ إذا تركها خوفا من الله تعالى. كذلك أيضا جعل القول، والعمل من الإيمان. |