............................................................................... واختلف هل الأفضل التنكير أو التعريف؛ فيفضل بعضهم التنكير لأنه الذي ورد كثيرا في القرآن منكرا مثل قوله تعالى: { وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } ومثل قوله تعالى: { تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ } منكرا ، ومثل قوله: { سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ } ومثل ما حكى الله عن الملائكة: { إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ } فجاء بها منكرة، ومثل قوله: { وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا } . وجاء أيضا معرفا في سورة مريم قال عيسى { وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } فجاء به معرفا، وفي سورة طه قوله تعالى: { وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى } . فعلى هذا: لا مانع من أن يأتي به منكرا أو يأتي به معرفا. فإذا اختار التعريف؛ فإنه يكون أبلغ لأنه للاستغراق؛ الألف واللام للاستغراق. وقيل: إن السلام اسم الله، ذكروا أن الصحابة في آخر التشهد كانوا يقولون: السلام على الله من عباده، السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وفلان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: { إن الله هو السلام؛ فقولوا: التحيات لله } فأخبرهم بأن الله تعالى يحيا، ولا يسلم عليه؛ لأن السلام اسمه؛ أو لأن السلام دعاء، الله تعالى يدعى ولا يدعى له؛ لأن الدعاء لمن ينتفع بالدعوة، الله هو الذي يدعى فيحيا؛ لأن التحية تعظيم "التحيات لله" يعني: التعظيمات؛ فلذلك يسلم على غيره. أمرنا الله تعالى- بأن نسلم على نبيه في قوله:... علمهم- صلى الله عليه وسلم- أن يقولوا في التشهد: { السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته } وعلمهم أن يقولوا: { السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين } وكل ذلك من السلام الذي هو دعاء. |