............................................................................... مـا العلم نصبك للخلاف سفاهة بــين النصوص وبين رأي فقيه أي: ليس العلم هو أن تنصب النصوص، وتعارض بعضها ببعض، وتطعن هذا بهذا، فإن هذا مما لا يحبه الله، ومما يكون سببا لرد الأدلة، ويقول آخر: كل العلـوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الديــن العلـم ما كـان فيه قـال حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين فلذلك يقول الشيخ هاهنا: وأقــول قـال الله جـل جـلاله والمصطـفى الهـادي ولا أتـأول يعني: أقتصر على: قال الله، قال رسوله، ولا أتأول. التأول هو: صرف اللفظ عن ظاهره، وهو الذي وقع فيه المعتزلة والأشعرية وسائر المبتدعة؛ الذين صارت أدلتهم؛ الأدلة عندهم محرفة مصروفة عن ظاهرها، وعن دلالتها. إذا جاءهم الدليل قالوا: هذا يحتاج إلى تأويل، وما مرادهم بالتأويل؟ هو في الحقيقة التحريف كاليهود { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ } فعابهم الله بقوله: { يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } . ذكر العلماء أن التحريف: ينقسم إلى تحريف لفظي، وتحريف معنوي فالتحريف اللفظي: تغيير الكلمة، حتى يتغير معناها، تغيير لفظها. مثل المعتزلة والأشعرية ونحوهم يقولون في: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } أي: استولى، فيزيدون فيها لاما، وهذا تحريف لفظي. زادوا في القرآن ما ليس منه، فقالوا: استوى يعني: استولى، ولو كان كذلك لكان العرش مثل غيره أن الله استولى على جميع المخلوقات. ولا يجوز أن يُقال: الرحمن على الأرض استولى، الرحمن على .. استوى فالاستواء غير الاستيلاء؛ فتكون هذه اللام زيادة حرفوا بها الكلام؛ ولذلك يقول . ابن القيم لما ذكر أدلة العلو، وأنه نوعها إلى واحد وعشرين دليلا قال: منه استواء الرب فوق العرش في سـبع أتـت فـي محكم القـرآن وكـذلك اطـردت بـلا لام ولـو كانت بمعنـى الـلام في الأذهـان لأتت بها في موضع كي يحمل الـ باقـي عليهـا وهـو ذو إمكـان يقول: إن الله تعالى ذكر الاستواء في سبعة مواضع من القرآن، وكلها اطردت بلا لام، لم يرد في موضع واحد استولى، لو جاءت في موضع واحد استولى لقالوا: يُحمل المطلق على المقيد، فلما لم يكن فيها لام في أحد المواضع دل على أن هذه اللام من زيادتكم أيها المعتزلة؛ ولذلك يقول ابن القيم في النونية أيضا: نـون الـيهود ولام جهمي همـا في وحـي رب العـرش زائدتـان يعني: اليهود لما قيل لهم: قولوا حِطة، قالوا: حنطة، فزادوا فيها نونا، والجهمية لما قيل لهم: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } قالوا: استولى، فزادوا فيها لاما: نـون اليهـود ولام جـهمي هما في وحـي رب العـرش زائدتـان يسمون هذا تأويلا، ويقولون: التأويل صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح بدليل يقترن به؛ هكذا يفسرون التأويل. ونحن نقول: على تعريفكم التأويل: هو تحريف الكلم عن مواضعه، فأنتم من الذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه شئتم أم أبيتم؛ حيث أنكم تصرفتم في دلالة الألفاظ، وزدتم فيها، وغيرتم دلالتها. |