نداء الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام

............................................................................... ولا شك أن هذا تحريف للكلم عن مواضعه، ثم إنه أيضا متناقضون فيه، ولا يقدرون على أن يتتبعوا ذلك في الأدلة كلها، فإن الله تعالى ذكر أنه نادى موسى في قوله تعالى: { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } وفي قوله: { هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى } فدل على أنه ناداه وأسمعه النداء. وكذلك قوله تعالى: { وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا } النجي هو الذي يكون الكلام بينه وبين من يناجيه خفيا، ومنه قوله تعالى: { إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى } المناجاة هي الكلام الذي بين اثنين، فالله تعالى ناجى موسى وناداه، أليس ذلك دليلا على أنه سمع كلام الله؟ فهل يكون هذا الكلام مخلوقا؟ وهل يكون ذلك هو التجريح؟ جرَّحه! . الأدلة على ذلك طويلة يعني في تأويل قوله: ولا أتأول، ثم ذكر أنه يقرأ الكتاب والسنة: وأقـول قـال اللـه جـل جـلاله ..................................... يعني: أتلو كلام الله تعالى، "والمصطفى الهادي" يعني: وأقول قال المصطفى الذي هو محمد - صلى الله عليه وسلم- ولا أتأول أي: لا أتأول كلام الله، ولا أحرفه، ولا أصرفه عن ظاهره الذي هو مدلوله، فإن في ذلك تجرؤا على الله تعالى، وفي ذلك تحريف للكلم كما يفعله المتأولون.