ذم من أول الصفات بقول الأخطل وغيره

............................................................................... ثم يقول: قبحا لمن نبذ الكتاب وراءه وإذا استدل يقول قال الأخطل القبح هو تقبيح الفعل. يعني: ما أقبح هذا الفعل، وما أبشعه وما أوحشه، وما أبعده، ما أبعد هذا القول بعيد وقبيح هذا الفعل الذي ينبذ كتاب الله تعالى خلف ظهره مثل قوله تعالى: { وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ } نبذوه خلف ظهرهم: نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم نبذ المسافر فضلــة الآكال نبذ كتاب الله، وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- خلف ظهره: ......................... وإذا استدل يقـول: قال الأخطل يستدلون بقول الأخطل من هو الأخطل ؟ . الأخطل شاعر نصراني ولو كان من شعراء العرب؛ لكنه اختار النصرانية وبقي على عقيدة النصارى، فيستدلون بشعره ويتركون الآيات والأحاديث الصريحة، فمن ذلك استدلالهم على الاستواء فيقولون: إن الأخطل يقول: قد استوى بشر على العراق من غير سيف أو دم مهراق فيقولون: معنى استوى على العراق استولى. فأولا: نقول لهم: تركتم اللغة الفصيحة وتركتم الآيات التي تدل على العلو، وعدلتم إلى قول هذا النصراني، وقدمتموه على كلام الله وعلى كلام نبيه صلى الله عليه وسلم. ثم نقول ثانيا: إن هذا ليس بثابت. لم ينقل بسند صحيح أنه قاله، ثم نقول: لو قدر أنه قاله فإن المراد بالاستواء العلو. استوى على العراق يعني: ارتفع على العراق. استوى بِشْرٌ يعني استوى أي ارتفع على كرسي العراق وجلس واستقر عليه فهو الاستواء الحقيقي. ثم إن بعضهم يقول: قد استولى يرويه قد استولى؛ ولكن صحفوه وحرفوه وجعلوه قد استوى، ومن شعر الأخطل الذي يستدلون به على الكلام أن القرآن ليس كلام الله بحروفه، وإنما كلامه المعاني يقولون إن الأخطل يقول: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا هكذا يستدلون فيقولون: إن الكلام ليس هو الحروف، ولكن الكلام ما في القلب وما يكون من القلب. هذا هو الكلام الحقيقي، وأما الحروف فإنها ليست هي الكلام لإن هذا الشاعر شاعر عربي يقول: إن الكلام لفي الفؤاد, والجواب أن نقول: قبحا لمن نبذ الكتاب وراءه وإذا استدل يقول: قال الأخطل يقول ابن القيم في النونية: ودليلــهم في ذاك بيت قاله فيما يُقال: الأخطل النصرانـي هذا هو دليلهم على أن القرآن هو المعاني، على أن كلام الله هو المعاني ليس هو الحروف.