............................................................................... ذكر الشيخ بعض أنواع العبادة؛ إشارة أن من أنواع العبادة: الخوف والرجاء والمحبة، وهي من أجلّ أنواع العبادة؛ الخوف والرجاء والمحبة، وقالوا: إنها للعبادة بمنزلة الجناحين والرأس؛ المحبة مثل الرأس، والخوف والرجاء مثل الجناحين. الطائر لا يطير إلا إذا كان له جناحان وفيه الحياة؛ فإذا قطع أحد جناحيه تحسر ولم يطر، وإذا قطع الجناحان كلاهما فكذلك ازداد تحسرا، أما إذا قطع الرأس فإنه يموت. فالمحبة بمنزلة الرأس، والخوف والرجاء بمنزلة الجناحين؛ فهما للعبادة هكذا. تحمله المحبة لله تعالى على أن يتفانى في طاعته، ويحمله الخوف على أن يبتعد من معصيته، ويحمله الرجاء على أن يكثر من طاعته. الخوف: خوف عقاب الله وخوف بطشه وخوف عذابه؛ { من خاف أدلج } ورد في الحديث: { من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل؛ ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة } هذا مثل؛ يضربونه مثلا إن الذي.. قديما كانوا يمشون؛ يسافرون على أرجلهم أو على الإبل، ويسلكون طريقا مخوفة؛ فيها قطاع طريق، وفيها أعداء يقتلون من أتاهم ومن ظفروا به، فإذا سلك الإنسان هذه الطريق التي فيها خوف، ماذا يفعل؟ يدلج. الإدلاج: هو السير في الليل أي: يسري ليلا. الدلجة: هي المسير في الليل: { من خاف أدلج } أي: سار في الليل، { ومن أدلج بلغ المنزل } إذا كان يسير في الليل؛ كل ليلة يسير مثلا عشر ساعات وهو يسير، ثم إذا جاء النهار اكتن في شعب واختفى، ثم إذا أظلم الليل سار حتى يبلغ المنزل الذي يريد. وكذلك أيضا من رجا شيئا طلبه؛ الذي يرجو ويقول: أرجو رحمة الله ومع ذلك لا يأتي بالأسباب ليس بصادق، ومن العبادات مثلا: التوكل على الله، والصبر على قضائه، وعلى أوامره ونواهيه؛ من أنواع العبادة، وكذلك من أنواع العبادة: الاستعانة به في قوله: { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } والاستعاذة به في قوله: { أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } { أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } العبادات لها أنواع كثيرة مذكورة في محلاتها. |