............................................................................... وأول البدع التي خرجت: هي بدعة الخوارج الذين ورد ذكرهم في الأحاديث، وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: { يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد، أينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم، شر قتيل قتيلهم، وخير قتيل من قتلوه } خرجوا في زمن علي ... واستمروا يقاتلون المسلمين، ولا يزال كثير منهم إلى الآن في كثير من البلدان، وخرجت بعدهم بدع أخرى. وبكل حال فإن المسلم إذا اعتنى بالسنة، ورجع إليها حفظه الله تعالى، وحفظ له عقيدته وعمله، وسلم من البدع سواء البدع التي تتعلق بالعقائد، أو التي تتعلق بالأعمال، بدع العقائد كبدعة الخوارج، وبدعة القدرية، وبدعة الرافضة، وبدعة المرجئة، وبدعة المجبرة، ونحوهم. بدع الأعمال: كبدع أهل الموالد، وأهل الصلوات المبتدعة، وأهل الاجتماعات المبتدعة، وما أشبهها، فإذا فضلت السنة، ورجع إليها فإن المسلمين يقتصرون عليها، ويتركون ما يخالفها، ويعرفون أنه ليس هناك إلا سنة أو بدعة كما في حديث العرباض قوله: { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي } ثم قال: { وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة } . المحدثة: هي الأمور الجديدة التي تضاف إلى الشريعة وهي ليست منها، فهي مردودة على أربابها لقوله عليه السلام: { من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد } أي: مردود عليه؛ فعلينا أن نرجع إلى كتب السنة سواء التي أفردت في باب العقائد، أو التي جمعت العقائد، وجمعت الأحكام، وبالرجوع إليها نجد فيها كفاية ومقنعا، والحمد لله. وفيما يأتي يواصل المؤلف ذكر بعض البدع ويحذرهم فيه، والله تعالى أعلم، ونقرأ الآن في الفقه. |