وأما الذين ورثوا؛ ورثوا الجد والإخوة وشركوا بينهم، فإنهم يقولون: إن الجد يدلي بالأب يقول: أنا أبو الأب والأخ يدلي بالأب يقول: أنا ابن الأب، أنت أبو الأب وأنا ابن الأب، وإذا كنت أنت أبوه فأنا ابنه، فكلانا متساوون في أننا نجتمع في أبيه، ويضربون لهم أمثالاً، فيقولون مثلاً: إن الشجرة إذا كان لها عروق ولها أغصان، فمعلوم أن الميت وإخوته هم الأغصان والأجداد هم العروق، الميت هم الأغصان وإخوته والأب هو ساق الشجرة، والأجداد هم عروق الشجرة فيقولون: أغصان الشجرة بعضها مع بعض. إذا قطع أحدها فالماء الذي يشربه يعود إلى بقية الأغصان، وأما العروق فإنها بعيدة عن الأغصان؛ فمثلوا الميت بأنه هو وإخوته كالأغصان. أبوه هو الساق، أجداده هم العروق، فيقولون: الأغصان أقرب إلى الساق من العروق إلى الساق. هذا تمثيل. ومثلوا ثانيًا: لأبو الميت بجدول ماء يجري، انفرج هذا الجدول وصار ثلاث جداول، فإذا سد واحد منها فإن الماء الذي كان يجري معه يرجع إلى الآخرين، وهم الإخوة ولا يرجع إلى الأصل الذي هو منبع الماء، فيقولون: المنبع هو الجد والأب، والجداول الثلاثة التي تفرقت هم الميت وإخوته، فيجعلون هذا مثالا. |