............................................................................... والحاصل أن الهجرة لا بد فيها من نية تعتبر إذا أراد الإنسان أن يكون له الأجر فليكن عمله صالحًا ومن ذلك هجرته، فإنسان مثلًا هاجر إلى البلاد التي فيها جهل وأراد بذلك أن يتعلم، هذه البلاد ليس فيها علم وليس فيها علماء، ولا أقدر على أن أتعلم فيها ديني، فكيف أتعلم؟! انتقل إلى بلاد فيها علماء وتلقى منهم العلم حتى تعبد الله على بصيرة، فهذا أيضًا من الهجرة يعني أنه هاجر ليتعلم. كذلك بلدة يظهر فيها الكفر وتظهر فيها المعاصي، ولا تقدر على أن تنكرها ولا أن تتخلص منها، وتخشى أن تقع فيها أنت أو ولدك أو امرأتك، فيها مثلًا غناء وزمر وفيها خمور وفيها دخان وفيها تبرج ونحو ذلك، لا تقدر على أن تحفظ منها أهلك وذريتك، فإذا انتقلت إلى بلدة آمنة ليس فيها شيء من هذه المحرمات قصدك بذلك أن تسلم على أهلك ومحارمك وأولادك؛ فأنت بذلك لك أجر المهاجرين، فهذا هو تحديد هذه الهجرة. |