............................................................................... الله تعالى أعلم بما في القلوب، يعلم النيات، والناس لا يدرون ما نيتك، فإذًا أصلح نيتك التي في قلبك، وإذا أصلحتها فلا يهمك أن مدحك الناس أو ذموك، فإن الله يحاسبك على ما في قلبك من النية، وأما ما يذكر بعض الناس أنه يترك بعض العمل، يأتيه الشيطان ويقول: إنك ترائي، إن نيتك مدح الناس، إنك تُحَسِّن عملك لأجل أن يمدحوك. فالجواب أن نقول: لا يجوز له ذلك، أي لا يجوز له أن يترك العمل لأجل الناس، بل يعمل العمل لوجه الله، ولا يزيد فيه لأجل الناس، ولا يحسنه لأجل الناس، بل يكون عمله في حالة الخلوة كعمله في حالة العلانية، لو صليت مثلًا والناس ينظرون إليك تجعل صلاتك مثل صلاتك خاليًا، لا تزد فيها لأجل الناس، ولو تصدقت والناس ينظرون لا تزد في صدقتك لأجل مدح الناس، بل عليك أن تتصدق بالصدقات التي تصدق بها وأنت خفي وأنت في مكان خال، لا تفرق بين كونك خاليًا وبين كونك أمام الناس، اجعل نيتك وجه الله تعالى. |