............................................................................... والحاصل أنه صلى الله عليه وسلم لما كتب هذا الكتاب إلى ملك الروم، فملك الروم احترم الكتاب.. ما مزقه كما فعل ملك الفرس، بل احترمه، ثم أراد أن يسأل: هل هناك أحد يعرف هذا الرجل الذي أرسل إلينا هذا الكتاب؟ والذي يدعي أنه نبي، فصادف في تلك الأيام أبا سفيان ومعه قوم من قريش جاءوا إلى الشام إلى إيليا إيليا هي فلسطين وبيت المقدس وما حوله كان اسمه قيصر الذي هو ملك الروم، فكان في إيليا ويسميها اليهود أورشاليم فلما ذُكِرَ له أبو سفيان ومن معه، وأنهم من قريش، ومن أهل مكة استحضرهم، واستدعاهم ليسألهم عن أمر هذا النبي، أو هذا الذي يدعي أنه نبي. في هذه القصة أنه لما استحضرهم سألهم بواسطة الترجمان، كانت لغتهم عِبْرِيَّةً، ولكن عنده ترجمان يعرف العربية، فسأله.. سأل القوم: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يدعي أنه نبي، كان أقربهم أبا سفيان يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف لأن أبا سفيان اسمه صخر بن حرب بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف . فلما قال أبو سفيان أنا؛ كان أقربهم، أجلسه قريبًا منه، وأجلس رفقته خلفه، وقال لهم بواسطة الترجمان: إني سائل هذا الرجل، إني سائل أبا سفيان عن محمد الذي يدعي أنه نبي، فإن كذبني فَكَذِّبُوه. عرف أن أبا سفيان كان مخالفًا لدين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه يمكن أن يكذب، ويجيب بجواب غير صحيح، أبو سفيان التزم الصدق،" والحق ما شهدت به الأعداء"، وما حمله على الصدق إلا مخافة أن يكذبوه، أن يكذبه الذين هم رفقته، وأن يقولوا كذب، والكذب عندهم عيب، ونقص، فالْتَزَمَ الصدق في هذه الأسئلة. |