............................................................................... بعد ذلك كان ابن عمها اسمه ورقة بن نوفل بن أسد هي خديجة بنت خويلد بن أسد والزبير هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد جده وجد خديجة وجد الزبير أسد بن عبد العزى . ذهبت به إلى ورقة وكان ورقة من الذين تنصروا في الجاهلية، تنصر دخل في دين النصرانية، وتعلم اللغة العبرية التي هي لغة النصارى، وقرأ من الإنجيل وقرأ من التوراة، وكان يكتب ينقل من التوراة ومن الإنجيل باللغة العبرية، وكذلك أيضًا بالعربية، وكان قد قرأ صفات الأنبياء الذين ينزل عليهم الوحي، وكان في ذلك الوقت شيخًا كبيرًا قد عمي من كبره، وقد اختلف هل أدرك الإسلام وأسلم أم لم يسلم؟ وظاهر هذا الحديث أنه عرف الحق وأنه تقبله. لما جاءت إليه خديجة وقالت: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. ذكرته (بابن أخيك)؛ لقرابته لأنهم جميعًا من بني عبد مناف، فقال: ما ترى أو ما تسمع؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما رأى، وأنه تمثل له في صورة رجل، وأنه قال له: اقرأ. ثلاث مرات، وأنه غمه ثلاث مرات، وأنه بعد ذلك قال له: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } إلى آخره. فعرف ورقة أن هذا وحي من الله، وأن هذا الذي أتاه هو الملك ويسمى الناموس يعني ملك الوحي الذي كان ينزل على الأنبياء كموسى هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى . ثم تمنى وقال: ليتني أكون فيها جذعا. يعني أكون شابًا حتى أصادقك وأصدقك وأنصرك، ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك. النبي صلى الله عليه وسلم أحزنه أن قومه سوف يخرجونه من بلده الذي تربى فيها وأحبها ، والتي هي أشرف البلاد، فاستغرب وقال: أو مخرجي هم؟! كيف يخرجوني؟ فقال: نعم. لم يأت أحد بمثل ما أتيت به إلا أوذي. يعني الأنبياء الذين أتوا بما أتيت به نالهم أذى، وكذبوا وأوذوا واستبطئوا نصر الله، فكأنه أخبره بذلك حتى يطمئنه، وحتى يتحمل ويصبر على ما يناله من الأذى الذي يؤذيه به قومه، فعند ذلك قال: "نعم، لم يأت أحد بما أتيت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرا". إذا أدركت دعوتك وتكذيب قومك لك فإني سوف أنصرك وأقوم بنصرتك نصرًا مؤزرا. ولكن كان ورقة في ذلك الوقت قد أسن وكبر؛ فلم يلبث إلا قليلًا حتى توفي، وبعد ذلك فتر الوحي أي توقف الوحي مدة الله أعلم بها، قيل: سنتين، وقيل: ثلاث سنين. |