............................................................................... وكان صلى الله عليه وسلم يقرئه أصحابه ويثبته ويكرره عليهم، ويحثهم على حفظه أو حفظ ما تيسر منه، فمنهم من يحفظه كله، كما ذكر أنس أن هناك أربعة من الأنصار كلهم حفظوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم؛ حفظوه كله، وذكر منهم زيد بن ثابت الذي كان كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أيضًا من جملة الذين يحفظونه عبد الله بن عباس فإنه كان من حفظة القرآن ومن حملته، كذلك أيضًا كان من جملة حفظته سالم مولى أبي حذيفة، فهؤلاء كانوا يحفظونه ويقرءونه، وكذلك أيضًا غيره، غير هؤلاء كثير ممن كانوا يهتمون بقراءته ويحفظونه، يتلقونه من النبي صلى الله عليه وسلم ويحفظونه لما وهبوا من الحفظ ومن الفهم. ومع ذلك كان كثير منهم يكتب الآيات التي لا يحفظها، فكانوا يكتبها بعضهم في لوح من خشب، وبعضهم يكتب في كتف يعني كتف البعير ونحوه إذا لم يجدوا أوراقًا- وبعضهم يكتب في حجارة ملساء، وغير ذلك مما يكتبون فيه، يكتبونه لأجل الحفظ، فإذا حفظوه غسلوه وكتبوا غيره. |