العقل السليم لا يخالف النقل الصحيح

مع أننا إذا فكرنا فإن العقول السليمة لا تخالف الدلالات الصحيحة، كما بين ذلك العلماء رحمهم الله ومنهم شيخ الإسلام فقد ألف كتابه المشهور المطول الذي يعرف بكتاب: "العقل والنقل" وطبع قديما بعضه بهامش المنهاج بعنوان " موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول" ثم أعيد طبعه كاملا في أحد عشر مجلدا محققا، وجعل عنوانه: "درء تعارض العقل والنقل". وهو كتاب قيم ذكره ابن القيم في النونية لما تكلم على كتب شيخه؛ يقول فيها: واقرأ كتـاب العقـل والنقـل الذي مـا فـي الوجـود له نظير ثـاني ناقش فيه عقلياتهم، ورد عليها، وبين أن كل صفة فإنها لا تخالف العقل؛ إذا كانت ثابتة بالدليل، وتعرض لشيء من ذلك في التدمرية وفي غيرها، وبين أن هذه كلها أوصاف للرب تعالى، أن إثباتها كمال، ونفيها نقص، ولا يجوز التمادي في النفي الذي هو تنقص.