ثم إن الله تعالى أثبت لنفسه العين في قوله تعالى: { وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } وفي هذا إثبات العين؛ ولكن يقول العلماء: المراد بها الجنس لا إثبات عين واحدة، الجنس أي: جنس العين، جنسها، وكذلك أيضا ورد لفظ الجمع في قوله تعالى: { وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } وفي قوله تعالى: { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ } الأعين هاهنا جمعت وذلك لجمع الضمير؛ لما كان الضمير "نا " للجمع ناسب أن تجمع الأعين، ولا يدل ذلك على الكثرة. ورد في بعض الأحاديث إثبات العينين، وفي قصة الدجال يقول صلى الله عليه وسلم: { إنه أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، وإن ربكم ليس بأعور } يعني: ينزه الله؛ ذلك لأن العور صفة نقص؛ فيدل على إثبات البصر لله تعالى، فورد إثبات العينين وإثبات اليدين لله تعالى، ونقول: إننا نثبت ما أثبته الله تعالى، ومعلوم أيضا أنه لا يلزم من إثبات العين، ومن إثبات البصر والرؤية التشبيه، فإن الله تعالى لا شبيه له من خلقه في أي صفة يثبتها العباد لله تعالى؛ بل ينزهون الله عن أن يشبه خلقه في شيء من خصائصهم، فكذلك هذه الصفات. |