ومن أنواع الأدلة صفة العلو ذكرت في القرآن بعدة أنواع بعدة عبارات بلفظ الاسم كقوله تعالى: { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } وكقوله تعالى: { إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى } فالأعلى هنا على ظاهرها؛ أنه العالي فوق عباده. هو ذكر أيضا بلفظ العلي في آخر آية الكرسي { وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } وفي قوله تعالى في آية الوحي: { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } أثبت لنفسه هذا الاسم الذي يدل على العلو. وكذلك في قول الله تعالى: في سورة النساء: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } هذا اسم يدل على الوصف { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } فيثبت أهل السنة هذا الوصف أن الله تعالى علي، وأن العلو يشمل العلو الحقيقي الذي هو علو الذات، وكذلك علو القهر وعلو القدر يشمل ذلك كله. وقد يقال: إن العلو يطلق على علو الغلبة كما قال تعالى عن فرعون { فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى } ففرعون يقول: أنا ربكم الأعلى يريد بذلك الغلبة يعني: الغالب والقاهر. ونقول: إن لله تعالى صفة العلو بجميع أنواعه علو الغلبة والقهر فهو القاهر فوق عباده، وهو العالي عليهم يعني: الغالب لهم وكذلك علو القدر وعلو الذات فالعلو بجميع أنواعه لله تعالى. فالآيات صريحة؛ ولكن يؤولها النفاة بأنها كلها إنما تدل على علو الغلبة أو علو المكانة أو علو القدر. وينسون الأدلة الأخرى التي تدل أو ترجح أن علو الذات مراد بذلك . |