اتباع السنة من اتباع القرآن

............................................................................... والسنة جميعها إنما هي قطرة من بحر القرآن العظيم؛ لأن القرآن بحر لا ساحل له، والسنة قطرة من بحره؛ لأن جميع ما جاء في سنة رسول الله يدخل في قوله: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } . والعمل بما جاء عن رسول الله عمل بالقرآن العظيم وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه جاءته امرأة تسأله عن ابنتها يريدها زوجها أن تزف إليه وقد تمعط شعرها -يعني سقط شعرها- والشعر جمال المرأة؛ فهي تريد أن تطيل شعر رأسها بشيء يجملها به لزوجها. فذكر ابن مسعود أن الواصلة شعرها بشعر غيرها ملعونة في كتاب الله؛ فجاءته المرأة بعد ذلك وقالت له: لقد قرأت ما بين اللوحتين أو ما بين الدفتين فلم أجد لعن الواصلة في كتاب الله، فقال لها: إن كنت قرأتيه فقد وجدت، أو ما قرأت: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } ؟ قالت: بلى، قال: هو صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة. وهذا مما يدل على أن كل ما في سنة رسول الله فالعمل به عمل بكتاب الله: { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } .