............................................................................... وقوله جل وعلا في هذه الآية: { يَا بَنِي آدَمَ } كأنه يذكرهم بقضية إبليس، لا يدوم إبليس على النكاية فيكم بنزع ثيابكم عنكم، كما فعل بأبويكم. { خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } ؛ الأصل "أأخذوا" بالهمزة؛ لأنه مضارع أخذ بالهمزة إلا أن ثلاثة أفعال مهموزة الفاء وهي"أخذ، وأمر، وأكل"، يجوز حذف همزتها في الأمر، كما بيناه مرارا. { خُذُوا زِينَتَكُمْ } ؛ أي لباسكم الذي تسترون به عوراتكم، وتتجملون به { عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } سواء كان المسجد الحرام للطواف، أو غيره من المساجد للصلاة. وكون الزينة هنا لبس اللباس للطواف والصلاة يكاد يجمع عليه المفسرون، وقد دل عليه حديث ابن عباس المذكور، الذي قدمنا أن له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وأخذ العلماء من ظاهر عموم الآية -أنه ينبغي للرجل إذا أراد أن يخرج إلى المسجد ليحضر جماعات المسلمين، ويصلي -أن يلبس من الثياب أحسنها. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الثناء على لون البياض، في حديثه { إن من خير ثيابكم البياض فالبسوا البياض، وكفنوا فيه موتاكم. وإن من خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر } هو حديث مشهور، أخرجه بعض أصحاب السنن، وغيرهم . ولذا كانوا يتطيبون ويستاكون، ويقولون: إن الطيب والسواك من كمال الزينة التي يتناولها ظاهر الآية الكريمة، مع القطع بأنها نازلة في عدم العري، وستر العورات عند الطواف والصلوات. |