{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } . { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم } قرأ هذا الحرف عامة القراء ما عدا الكسائي { مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } وقرأ الكسائي من السبعة " مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِهِ". وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو "إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ" بفتح ياء المتكلم، وقرأها الباقون { إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ } بإسكان الياء، والجميع لغة. أما قراءة الكسائي " مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِهِ"، فغيره نعت للإله وهو مجرور بمن. وأما على قراءة الجمهور: { مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } فالنعت راجع للمحل؛ لأن الأصل ما لكم إله غيره، فجر المبتدأ بمن لتوكيد النفي، فهو مخفوض لفظا مرفوع محلا، والتابع للمخفوض لفظا المرفوع محلا يجوز رفعه نظرا إلى المحل، وخفضه نظرا إلى اللفظ، كما هو معروف في علم العربية. واللام في قوله: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا } هي جواب قسم محذوف، والله { لَقَدْ أَرْسَلْنَا } وهذه اللام الموطئة للقسم إذا جاءت مع الفعل الماضي لا تكاد العرب تجردها من "قد". تأتي معها "بقد" التحقيقية دائما، حتى زعم بعض العلماء أن "قد" واجبة معها إن كانت بعد اللام الموطئة للقسم قبل فعل ماض. والتحقيق أنه لغة فصحى كثيرة ربما نطقت العرب بغيرها فجاءت باللام والماضي دون "قد"، وهو مسموع في كلام العرب، ومنه قول امرئ القيس حلفت لهـا باللـه حلفـة فاجــر لناموا فما إن من حديـث ولا صــال ولم يقل: لقد ناموا. والله { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا } إلى قومه. |