............................................................................... { نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ } في هاتين الكلمتين بضميمة إحداهما إلى أخرى أربع قراءات سبعيات كلها صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقرأه نافع وحده من السبعة "وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا تُغْفَرْ لَكُمْ خَطِيئَاتُكُمْ"، بضم تاء تغفر وفتح الفاء مبنيا للمفعول. و"خَطِيئَاتُكُمْ" هو جمع مؤنث سالم هو نائب فاعل "تغفر". وهذه قراءة نافع وحده. وقرأه الشامي أعني ابن عامر وحده من السبعة: "وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا تُغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَتُكُمْ". قراءة ابن عامر كقراءة نافع إلا أن نافعا قال: "خَطِيئَاتُكُمْ" بالجمع، وابن عامر قرأ "خَطِيئَتُكُمْ" بالإفراد، واكتسبت العموم من إضافتها إلى الضمير. وقرأ أبو عمرو وحده: وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ". لنغفر بنون العظمة و"خَطَايَاكُمْ" جمع تكسير. وقرأ الباقون من السبعة وهم ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي { وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ } بكسر التاء جمعا مؤنثا سالما والكسرة علامة النصب. هذه القراءات في الآية الصحيحة ومعناها شيء واحد كما ترون؛ وهذا معنى قوله."الغفران" في لغة العرب هو الستر والتغطية، و"الخطايا والخطيئات" جمع خطيئة وهي الذنب العظيم الذي يستحق صاحبه النكال. يقال لها: خطيئة وخطء، ومنه قوله: { إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا } ويقال للمرتكبها عمدا: خاطئ، ومنها قوله: { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } . وقوله: { وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ } فالخاطئ بصورة الفاعل إنما هو على مرتكب الخطيئة عمدا. أما مرتكب الذنب غير عامد فهو المسمى بالمخطئ؛ فلا يقال له: خاطئ؛ كما هو معلوم. وعلى قراءة { نَغْفِرْ } ؛ فصيغة الجمع للتعظيم، عظم الله جل وعلا نفسه؛ وهذا معنى قوله: { نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ } . |