............................................................................... والأمة الطائفة الكثيرة المتفقة في دين ونحوه. وقد جاء في القرآن العظيم إطلاق الأمة على أربعة معان كلها صحيح موجود في كتاب الله. فمنه إطلاق الأمة على الطائفة المتفقة في دين ونحوه، وهذا أكثر إطلاقات الأمة كقوله هنا: { وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ } { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } ونحو ذلك من الآيات. الإطلاق الثاني: إطلاق الأمة على الرجل المقتدى به كقوله في إبراهيم { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } الإطلاق الثالث: إطلاق الأمة على القطعة والبرهة من الزمان، ومنه قوله تعالى: { وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } ؛ أي تذكر بعد برهة من الزمان وقطعة من الدهر، ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ } ؛ أي إلى مدة معينة في علمنا. الإطلاق الرابع: إطلاق الأمة على الشريعة والدين، وهذا الإطلاق مشهور في القرآن كقوله: { وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ } ؛ أي على شريعة وملة ودين. ومنه بهذا المعنى قوله: { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } أي دينكم وشريعتكم شريعة واحدة. هذا الإطلاق معروف مشهور في كلام العرب، ومنه قول نابغة ذبيان حلفت فلم أترك لنفسـك ريبــة وهـل يأثـم ذو أمة وهو طائـــع يعني أن من كان صاحب دين وشريعة لا يرتكب الإثم قاصدا أبدا. هذا يقوله جاهلي؛ فكيف بالمسلم فما ينبغي له أن يقول؟!! وهذا معنى قوله: { وَبِهِ يَعْدِلُونَ } . |