............................................................................... { وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ } الغمام هو السحاب، وهو وعاء الماء. قالوا: وهو سحاب أبيض رقيق يظللهم الله به، ويقيهم حر الشمس. { وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } أكثر المفسرين على أن { الْمَنَّ } هو الطرنجبين. والطرنجبين شيء يشبه العسل الأبيض ينزل كنزول الندى والثلج، ثم يجتمع كثيرا. لونه أبيض وطعمه طعم العسل؛ فهو عسل أبيض، أو شيء يشبه العسل الأبيض، بالغ في الحلاوة واللذاذة. وقال بعض العلماء: { الْمَنَّ } أعم من هذا، واستدلوا بحديث الصحيحين الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين } وفي بعض رواياته: { من المن الذي أنزل على موسى } جاءت في بعض روايات الحديث. فبعض العلماء يقول: الظاهر أن { الْمَنَّ } كان أعم من الطرنجبين. وأكثر علماء التفسير يقولون: هو الطرنجبين. والحديث على نوع التشبيه، وظاهر حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الكمأة من ذلك المن الذي أنزل إليهم. وقوله: { وَالسَّلْوَى } التحقيق أن المراد بالسلوى طائر، وعليه جماعة المفسرين. قال بعض العلماء: هو طائر يشبه السمانى. وقال بعض العلماء: هو السمانى بعينه، وهو طائر. فالطرنجبين شبه الشراب والفاكهة، والسمانى لحم طير لذيذ، فهو أكل ذو غذاء عظيم لذيذ. أما تفسير { وَالسَّلْوَى } بالعسل؛ فقوم زعموا أن العرب لا تطلق { وَالسَّلْوَى } على العسل، والتحقيق خلاف هذا، وأن إطلاق { وَالسَّلْوَى } على العسل إطلاق صحيح معروف في كلام العرب، إلا أنه صحيح في العربية وليس صحيحا في التفسير؛ فإن المراد بالسلوى في الآية ليس العسل، وإن كانت { وَالسَّلْوَى } تطلق على العسل إطلاقا صحيحا معروفا. ومنه قول الهذلي وقاسمتها باللـه جهــدا لأنتــم ألذ من السلـوى إذا مـا نشورهــا والسلوى العسل، ونشورها نستخرجها، والشور استخراج العسل خاصة. هذا معنى قوله: { وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى } . |