معنى قوله تعالى: يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

............................................................................... { يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } الأليم معناه الموجع الذي يجد صاحبه شدة ألمه ووجعه، والتحقيق هو ما قدمناه مرارا أن الأليم بمعنى المؤلم، وأن "الفعيل" يأتي في لغة العرب بمعنى "المفعل". فما ذكره بعضهم عن الأصمعي من أن "الفعيل" لا يكون بمعنى "المفعل". وعليه أراد بعضهم أن يفسر الأليم بأنه يؤلم به، أو يحصل بسببه ألم، وكله خلاف التحقيق. والتحقيق أن من أساليب اللغة العربية إطلاقهم "الفعيل" وإرادة "المفعل"، وهذا معروف في كلامهم، ومنه: { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ } ؛ أي مبدعهما، { إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ } ؛ أي منذر لكم. ونظيره من كلام العرب قول غيلان بن عقبة المعروف بذي الرمة: ويرفع من صـدور الشمــردلات يصـك وجوههـا ...... أليــم أي مؤلم. وقول عمرو بن معدي كرب الزبيدي أمن ريحانة الــداء السميـــع تؤرقـني وأصحــابـي هجـــوع وقوله: الداء السميع يعني الداء المسمع. وقول عمرو بن معدي كرب أيضا : وخيل قد دنفــت لهــا بخيـــل تحيـة بينهم ضــرب وجيـــع أي موجع، وهذا هو الصحيح .