وكذلك أيضا وبعد أن ذكرنا هذه القوادح علينا أن ننتبه لها؛ فنحذرها، ونحذر منها إخواننا المسلمين: فأولا: نعتني بكتب العقيدة قراءة وتفهما، وبالأخص عقائد أهل السنة، كالسلف الصالح -رحمهم الله- قبل أن تحدث البدع. وثانيا: نحذر من قوادح المبتدعة؛ نحذر من التكفير الذي هو قادح كبدعة الخوارج، والتعطيل الذي هو إنكار الصفات كبدعة المعطلة، وإنكار القدر كبدعة القدرية، سواء إنكار قدرة الله أو إنكار حكمته، وكذلك أيضا إنكار نصوص الوعيد، والجزم بأن المعاصي ما تضر أهلها كبدعة أهل الإرجاء، أو إنكار فضل الصحابة وتكفيرهم كبدعة الرافضة؛ فإنها من أكبر القوادح في الدين؛ لأنها سبب في الطعن في عقيدة المسلمين، وعدم القناعة بها؛ وذلك لأن هذا الدين ما جاء إلا عن طريق الصحابة -رضي الله عنهم-. وكذلك أيضا: الحذر من قول المتكلمين في القرآن، وأنه مخلوق، أو أنه سحر وأنه مفترى كقول المشركين، وما أشبه ذلك. وهكذا أيضا: البدع العملية التي هي إحداث بدع ليست من الشرع، كإحياء ليلة المولد، أو ليلة النصف من شعبان، أو ليلة الإسراء، كما يقال أو ما أشبه ذلك من البدع التي ليست من شرع الله تعالى. وهكذا أيضا: نحذر من السخرية بالله تعالى، وبآياته، وبرسله، وبكلامه، وبشيء من شريعته، وبشيء من عبادته؛ فإنها قد توصل إلى الكفر. وهكذا أيضا: السخرية بالقرآن، واتخاذه مثلا هزؤا؛ يتخذوا آيات الله هزوا، السخرية من ذلك، وكذلك جعله غناء؛ يعني كشعر يتغنى به، ويستعمل في الغناء ونحوه. وهكذا أيضا: نحذر من السخرية بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والسخرية بالمؤمنين الذين هم أهل الإيمان حقا؛ فإن السخرية بهم تعتبر استهزاء بالله تعالى؛ وذلك لأنهم ما وصلوا إلى هذا المدح إلا بإيمانهم. فنكتفي بهذا، ونوصي إخواننا بالتحقق من كتب العقيدة قراءة وتفهما، ونذكرهم بآثارها أن من آثار هذه العقيدة: الأثر الصحيح هو: أنها تبعث على الأعمال الصالحة، وأنها تمنع من ارتكاب المحرمات، وأن المؤمن التقي الذي عقيدته راسخة قوية تعرفه بكثرة أعماله الصالحة، وبكثرة مسارعته إلى الخيرات، وبفعله للطاعات والواجبات، وتعرفه بورعه عن المحرمات، وبعده عن المشتبهات، فتقول: هذا قلبه قوي الإيمان، وهذا إيمانه راسخ وعقيدته ثابتة، وتعرف ضعيف الإيمان وضعيف العقيدة؛ إذا رأيته يفعل المعاصي، ويتهاون بالمحرمات، ويتهاون بأسباب العذاب التي توعد الله عليه العذاب الأخروي، الذي هو عذاب النار يتهاون بذلك، ويسخر؛ يعني فعليا من الوعيد، أو من النصوص من الوعيد أو نحو ذلك، ويفعل هذه المعاصي والمحرمات هكذا، فتعرف بذلك أنه ضعيف العقيدة؛ لو كان إيمانه، وعقيدته قوية لما تجرأ على هذه المحرمات، ولا ارتكب هذه الفواحش والمنكرات. س: في هذا يقول مندوب مؤسسة الحرمين الخيرية يقول: نذكركم بإخواننا في أرض الأقصى نرجو أن تدعوا لهم، وأن تدعوا المصلين وغيرهم بالتبرع لهم. لا شك أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، وإذا عرفنا أن إخوانا لنا من المسلمين من الموحدين المتمسكين بالدين أنهم مضطهدون فإننا ندعوا لهم بالنصر والتمكين، وكذلك أيضا نوصيهم بالتمسك بالدين، وهكذا أيضا نجمع لهم، أو نتبرع لهم بما تيسر من الأموال التي تساعدهم على كف عدوان المعتدين. س: هذا يقول: هل جميع القوادح في العقيدة تكفر صاحبها أم أن بعضها يكفر وبعضها لا يكفر؟ وهل يوجد في هذا الزمان أحد من الفرق المبتدعة؟ لا شك أنها تتفاوت، وهناك بدع يكون من آثارها أنها تخرج من الملة، كالذين قال الله تعالى: { قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } لما أنهم سخروا بقولهم ما رأينا مثل قرائنا إلى أخر ذلك. وأما البدع العملية فلا تخرج من الملة، لأن لهم تأويل فيها، فيدعون أنها عمل صالح ولكن في الحقيقة أنهم يتهمون الشرع بأنه ناقص، وأنهم مكملون له، ولا نقول: إنهم بذلك يخرجون من الملة، ولا شك أن لكل قوم وارث، أن هناك من الخوارج موجودون في إفريقية وفي عمان ... الطائفة الإباضية يكفرون ولكن ما يطبقون، يقولون: إن من شرب الخمر فإنه كافر، ومع ذلك تباع الخمر عندهم علنا في دولة عمان ويقولون: إن القرآن مخلوق، وينكرون صفة رؤية الله تعالى، وينكرون صفاته الذاتية والفعلية. وكذلك أيضا في كثير من الدول العربية بقايا المعتزلة، وبقايا القدرية، وأما بدعة الرافضة فإنهم متمكنون وللأسف في كثير من الدول. س: هذا يقول: أرجو منكم نصيحة وإرشادات لمن يجاهد نفسه؛ ليرتقي بإيمانه، وترسيخ عقيدته، ولكن نفسه في تراجع، ومازال يحاول ويجاهد، ولكن دون نتيجة إيجابية. نوصيه بأن يكثر من قراءة القرآن وتأمله؛ فذلك ممن يرسخ العقيدة، ونوصيه أيضا بقراءة كتب عقيدة أهل السنة، وتعاهدها؛ حتى يتأكد، وقراءة أيضا شروحها أو ما تيسر منها؛ فلعل ذلك يثبت عقيدته، ولعله بذلك تقوى أعماله إن شاء الله. س: يقول هذا: قال أحد الشعراء في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- أريتنا منـبر الدنيـا وغـار حـرا وليلـة القـدر والإسراء للقمـم والحوض والكوثـر الرقراق واسمه... أهداكها بـارئ الأكوان والنسـم لا شك أن في هذا شيئا من المبالغة، أما غار حراء فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعبد فيها قبل النبوة، ولم يأتيه بعدها؛ فدل على أنه ليس من الدين التعبد فيه، وأما ليلة الإسراء فإنها غير معلومة، وليس هناك دليل على تعيين أنها الليلة الفلانية، وإنما يظنون ظنا، لا شك أن هذا فيه شيء من البدعة، يشكل خطرا على البدعة، ولو قصد أنه رمز على الوحي. فهذه الأبيات مذكورة في البردة ولا شك أن البردة فيها شيء كثير من الغلو؛ فلا يلتفت إليه. س: يقول: هل الغناء بالقرآن الكريم من قوادح العقيدة؟ نعم. هو قادح، قد يصل إلى الكفر إذا كان تكرر ذلك وصار عقيدة. س: التجارة في المومياء؛ أي القديمة. العيش القديم حرام أم لا؟ ينظر فيما قصد. الكتب التي تبحث في الفرق الضالة كثيرة، منها: كتاب الأشعري -رحمه الله- له كتاب في مقالات الإسلاميين، ذكر فيه كثيرا من العقائد في زمانه، وهو مطبوع، وهناك كتاب "الفرق بين الفرق "وهناك كتاب "الملل والنحل " لابن الشهرستاني تبين عقائد المنحرفة. س: يقول: هناك من يقول: ساعة لربك وساعة لقلبك، يفسرها تفسير خاطئا. لعله إذا حملنا مقصده أنه على قول النبي -صلى الله عليه وسلم- { ساعة وساعة } ؛ يعني أن الإنسان يعطي نفسه ساعة في راحته مع أهله فلا بأس بذلك؛ فقد قال عليه السلام: { ولكن ساعة وساعة } ؛ ساعة لله تعالى أو وقتا تجعله لعبادة الله، ولكن إذا أحسنت القصد في راحة نفسك، وإعطائها ما تشتهي فإنها تكون كلها لله. س: يقول: نريد تمرينا يقوي الإيمان عندما يحس الرجل أن إيمانه ضعيف. عليه أن يكثر من قراءة القرآن، ومن العبادة ومن قراءة كتب السنة، وكتب العقيدة؛ لعل ذلك يقوي إيمانه. س: يقول: نصيحة للشباب وتوجيه لهم تنفعهم في دينهم. الشباب بحاجة إلى أنهم يتمرنون على العبادة والطاعة؛ فننصحهم بقراءة القرآن وحفظ ما تيسر منه، وننصحهم بقراءة كتب السلف الأئمة وكتب العلم التي تفيدهم، وننصحهم بقراءة كتب الآداب والأخلاق؛ لعل ذلك مما يؤثر في سيرتهم، وننصحهم بحماية أنفسهم عن المحرمات والمعاصي؛ لعلهم بذلك أن يتوبوا ويقوى إيمانهم. س: يقول: في أحد المجلات تحت عنوان "الله جل جلاله" كلام أن الله بصير بلا بصر، سميع بلا سمع. هذه مقالة المعتزلة الذين يقولون: منهم من يقول: إن أسماء الله تعالى أعلام لا تفيد صفات، ومنهم من يصرح فيقول: سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، قدير بلا قدرة تعالى الله عن ذلك، وهذا قد يعتبر قدحا في قدرة الله تعالى، واعتقاده قد يكون مكفرا. س: يقول في الحديث: { إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان } يقول: لكن هناك البعض يعتاد المسجد، ويفعل المنكرات. المراد باعتياد المسجد: المواظبة على الصلوات دائما؛ فإن الذي يحمله عليها هو الإيمان؛ حيث لا تفوته صلواته بحيث يكون قلبه معلقا بالمساجد، فأما إذا كان يصلي، ولكنه يتأخر كثيرا، أو يصلي رياء، وتثقل عليه بعض الصلوات فذلك دليل على ضعف الإيمان. س: يقول: كيف تربى في النفوس توحيد الربوبية؟ يتربى بمعرفة قدرة الله تعالى، والتفكر في آياته، التفكر في مخلوقاته، كما أمرنا الله بذلك في قوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا } { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا } في آيات كثيرة؛ لعلها مما تقوي الإيمان. س: أرغب في تلقي العلم فكيف السبيل؟ نقول: تلقى العلم -إن شاء الله- في أية مكان عندنا، أو عند غيرنا؛ فمجالات العلماء ومجالسهم كثيرة. س: هل في حضور الدروس في المساجد والمحاضرات وحلقات الذكر طريق طلب العلم؟ نعم. لا شك أن الذين يأتون إلى المساجد التي فيها حلقات ومحاضرات، وقصدهم بذلك الاستفادة يدخلون في قوله: { من سلك طريقا يلتمس فيه علم } . س: يقول: هل استبعاد استجابة الدعاء من الله قدح في العقيدة؟ يعني الذي يقول: إن الله ما يستجيب دعاء فلان. هذا يعتبر اعتراضا على الله تعالى، لا شك أنه تحكم في الله مثل ما عاقب الله الذي قال: والله لا يغفر الله لفلان؛ كلمة أحبطت عمله دنياه وآخرته؛ الإنسان لا ييأس، والله تعالى يجيب دعوة من دعاه ولكن قد تتأخر الدعوة لسبب. س: يقول: أعمل في شركة بها يهود من الكفار الهندوسيين، وكيف يجب التعامل معهم؟ هل يجوز نصحهم؟ نعم. عليك أن تكون على حذر منهم، وأن تحذر من الانخداع بهم، وألا تعظمهم، وألا ترفع من شأنهم، وأن تحرص على تحقيرهم؛ فلا يتقدمون على المسلمين، ولا يجلسون في صدور المجالس، لا يجوز تصديرهم في المجالس، ولا القيام لهم، ولا بداءتهم بالسلام، ولا بكيف أصبحت، أو كيف أمسيت؟ أو كيف حالك؟ أو ما أشبه ذلك مما فيه توقير لهم؛ بل تظهر لهم البغضاء، ولكن هذا إذا أييست من اهتدائهم. س: يقول: ما هو خطر هذا القول على العقيدة؛ حيث إنه منتشر انتشارا ملحوظا، وخاصة في الدول المجاورة إن الله يظلم الخلق؛ حيث إنه خلقهم، وقدر عليهم المعاصي وأدخلهم النار -والعياذ بالله-؟ هذه مقالة بعض الجبرية، الذين يدعون أن الله ظلم الخلق إذا عذبهم، وقد كتب عليهم هذه المعاصي، والله تعالى نفى الظلم عن نفسه؛ فمن يقول: إن الله ظلم العباد حيث أوقعهم في المعاصي فقد كفر؛ لأن الله تعالى بين لهم وأعطاهم قدرة يزاولون بها الأعمال، هذه القدرة تمكنهم من أنهم يصلون ويصومون، وتمكنهم من أن يزنون ويلوطون، وأنهم يشربون الخمر ويسكرون. تمكنهم؛ فيكون لهم اختيار وبهذا الاختيار يعذبون أو ينعمون. س: يقول: هل من يقول: قد يكون اليهود والنصارى على حق، أو الرافضة، أو يحبهم؟ لا شك أن هذا من ضعف الإيمان الذي يدعيه مثل هؤلاء؛ وذلك لأن اليهود قد كفرهم الله تعالى ولعنهم، وكذلك النصارى. { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى } وقال تعالى: { بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ } فكيف مع ذلك يقدسون، ويقال: إنهم على حق؟ وكذلك أيضا لا شك أن الرافضة إذا كانوا يكفرون الصحابة، ويطعنون في القرآن، ويشركون بالله أنهم على باطل؛ فمن زكاهم فقد أدخل في الإيمان ما ليس منه، وزكى من كفرهم الله وكفرهم رسوله. س: هل من استحل المحرم كافر، كأن يقول: شرب الخمر ليس حراما، حلق اللحية ليس حراما، الاستماع للغناء وما شابه ذلك؟ نعم. إذا استحل المحرم المعلوم بالضرورة تحريمه يعتبر كافرا؛ فهو أكفر، وأشد ذنبا من الذي يفعل الذنب وهو يعترف بأنه ذنب، فلو قال إنسان: الخمر حلال؛ لأنها شراب طيب، ولكني ما أشربها تنزها؟ نقول: قد كفرت بهذه المقالة، وكذلك لو قال مثلا: حلق اللحى حلال، ولكني لا أحلقه، نقول: إنك قد اعترضت على الشرع، وإن كان له تأويل فلا يصل إلى التحريف. س: يقول: ما هي الموبقات السبع؟ مذكورة في الحديث: { اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربى وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات } هذه من الموبقات، وهذه الأحاديث والآيات فيها معروفة مشهورة، ولكنها لا تصل إلى الكفر إلا مع الاستحلال إلا الشرك؛ الشرك والسحر ورد أنه كفر، وأما ما دون ذلك: كالقتل، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم فلا يصل إلى التكفير، ولكنه من الموبقات، والذنوب التي توعد الله عليها. س: يقول: ما حكم الذي يقع على أشخاص يتسترون على ساحرة يقف؟ معناه أنه من ستر على المعاصي فكأنه أقرها، نقول: إذا علمت بأحد من السحرة، أو الساحرات، وتحققت أنهم يعملون السحر فلا يجوز لك أن تستر عليهم؛ بل عليك أن ترفع بأمرهم حتى لا يفسدوا؛ لأنهم يفسدون في الأرض. س: يقول: من الأمور التي تهم الإنسان في العقيدة الذهاب إلى الرقات، والتعلق بها؛ يعني الذين يعلقون التعاليق والتمائم وما أشبهها، والتعلق بها -وكذلك منهم- وربطها في رقابهم التي في أغلبها، وكذلك الذهاب إلى الأطباء النفسيين لطب النفس، والأسباب المادية بالدعم، مع أن الأطباء النفسيين ينكرون المس والسحر والجن منذ القدم، ويطلبون. نقول: لا شك أن مثل هؤلاء يعتبرون قد وقعوا في ما يقدح في العقيدة؛ التعاليق التي تعلق في الرقبة كالتمائم ونحوها ورد الوعيد بأنها شرك ولو كانت من الأصغر؛ { من تعلق تميمة فقد أشرك } وهي ما يسمى بالحرز، أو بالحجاب؛ يعني ولو كان قد رخص بعض السلف في تعليق التمائم التي من القرآن، ولكن النصوص تدل على أن التمائم كلها شرك، وأنها مكروهة من القرآن وغير القرآن. وكذلك أيضا لا شك أنه يجوز العلاج من السحر والمس والعين وما أشبهها، ولكن العلاج يكون بالقرآن -لا بالتعاليق وما أشبهها- بالقرآن، وبالأدعية، وبالأدوية المباحة ونحوها. س: يقول: وما هي الأدوية التي تفيد؛ يعني كأنه يقول: إن هذه التعاليق، أو أن هؤلاء؛ أهل الرقى ونحوهم قد يحلون بعض السحر، وبعض الشياطين، وبعض الجن فهل هناك طريقة تقوم مقام عملهم؟ نعم. الطريقة هي: أن نستعمل الرقية الشرعية؛ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: { لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا } وقد أقر بعض الصحابة الذين رقوا بعض الأمور، وقال: { اعرضوا علي رقاكم من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه } فكل ذلك جائز إذا كانت الرقية بالأدعية الشرعية. س: هذا يسأل: أيهما خلق الأول: القلم، أو العرش، أو الكرسي؟ والصحيح أن العرش أول المخلوقات، وأن القلم لما كتب كان العرش موجودا؛ لما كتب مقادير الخلائق، وقوله: { أول ما خلق الله القلم } ؛ يعني بعد العرش؛ يعني من هذه المخلوقات. خلق القلم، وخلق اللوح وكتب فيه. س: يقول: كثر في أيامنا هذا ما يسمى بالمولد النبوي. لا شك أنه ليس عليه دليل، والنبي -صلى الله عليه وسلم- ما فعله، ولا أمر به، وكذلك الصحابة، وكذلك التابعون وهم أهل الإيمان، وهم الذين يحبون النبي -صلى الله عليه وسلم- محبة دينية، ويتبعونه فيما جاء به، ولو كان حبه يستلزم الاحتفال بليلة مولده لما أخلوا بذلك؛ فلما لم يفعلوا دل ذلك على أنهم يعرفون أن هذا ليس من الدين، وأن محبته صلى الله عليه وسلم ليست في ليلة واحدة من السنة؛ بل آثارها تكون دائما في كل الأحوال، وفي كل السنوات، وفي كل الحياة؛ الذين يحبونه هم الذين يتبعونه قال الله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } فجعل محبة الله ومحبة نبيه علامتها اتباعه، والسير على نهجه، وكذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- { لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين } فنحن نحبه ونرجو أن... |