{ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } بعدما رد الله تعالى عليهم أرواحهم؛ مع طول هذه المدة أخذوا يتساءلون بينهم؛ فظنوا أنهم ما لبثوا إلا قليلا، يوما أو بعض يوم في نومتهم، وظنوا أنهم مثلا ناموا هذه النومة؛ فلذلك: { قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } لما رأوا أن الشمس باقية ظنوا أنهم ما لبثوا إلا نهارا، أو جزءا من النهار، ولكن لم يكن عندهم يقين. فلذلك قالوا: { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } فهكذا أخبر الله، ثم كان معهم شيء من النقود. فقالوا: { فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ } الورِق: هو ما يُصْنَعُ من الفضة نقودا: كالدراهم، ونحوها، الورق: ما يضرب من الفضة، دل على أن معهم نقودا احتفظوا بها، ابعثوا أحدكم بهذه الورق إلى المدينة. |