فعثر عليهم أهل بلدهم؛ فلذلك قال تعالى: { وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا } لما عثروا عليهم كان في ذلك عبرة، حيث تذكروا أنهم الذين خرجوا من قومهم قبل مئات السنين؛ أنهم فلان، وفلان الذين عرف عنهم مفارقتهم لأقوامهم قبل المدة الطويلة. { أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } يعني: مَن تحقق، وعرف الحق اليقيني فلا بد أن يوقن بأن وعد الله حق، وعد الله هو الوعد بالبعث بعد الموت ، وكانوا كغيرهم يكذبون بالبعث بعد الموت؛ ولكن رأوا رأي عين أن هؤلاء الفتية ماتوا من مدة طويلة، ثم أحياهم الله، ورد إليهم أرواحهم مع حفظه لأبدانهم عن أن تتآكل طوال هذه المدة، وكان ذلك من آيات الله العجيبة. { لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } يعني: يوقنوا إذا أراد الله بهم الخير. وليعلموا أن الساعة لا ريب فيها، أي: قيام الساعة، والنفخ في الصور، وكذلك البعث والنشور، والحساب في الدار الآخرة؛ لا شك فيها لمن اعتبر، ولمن تذكر. |