تنازع أهل البلدة في شأن أصحاب الكهف

ثم يقول تعالى: { وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ } تنازعوا في هؤلاء الذين عثر عليهم، ووجدت أجسادهم لم تَبْلَ مع طول المدة، ومع فراقهم لأقوامهم من مدة طويلة. { يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا } يعني: ابنوا عليهم شيئا يحفظهم. { قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ } أي: تغلبوا على أمرهم، وتمكنوا من تنفيذ مرادهم: { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا } وفي هذا دليل على أنهم كانوا يتخذون المساجد على القبور، ويعظمون القبور التي فيها بعض الأولياء، وأن هؤلاء عرفوا أنهم من الأولياء، فقالوا: لا بد أن نتخذ مسجداً؛ حتى نتبرك بهم، وحتى ندعوهم مع الله، وذلك دليل على أنهم مشركون، وأن الشرك فاشٍ فيهم، وهذا لا شك فيه.