يقول الله تعالى: { فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا } أي: وصلا إلى ذلك المكان الذي قصداه، وهو مجمع البحرين { نَسِيَا حُوتَهُمَا } نسياه: أي غفل عنه الغلام الذي هو يوشع ولما غفل عنه؛ قام أو عاش الحوت، ودخل البحر. { فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } هكذا جاء في الحديث، وفي الآية: أن هذا الحوت ناله شيء من رشاش البحر؛ فلما ناله عاش، وتحرك وحي بعد ما كان ميتا، ثم دخل في البحر، ولما دخل في البحر دخل في وسط البحر؛ فجعل الله طريق ذلك الحوت يبسا، لم يبتل بالماء، ولم يبتل، ولم يغمره الماء، صار طريقه في وسط البحر، كأنه سرداب، أو كأنه طريق يابس، إما كأنه مثل الكوة في لجة البحر، حتى يدخلان معه، ويقطعان تلك المسافة، وإما أن البحر انجزر عن طريقه، فصار طريقين فصار البحر قسمين: قسم من هنا، وقسم من هنا، وبينهما مجرى الحوت الذي سار معه الحوت { فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } يعني: سربا مسلوكا، فلما فقداه سار بعد ذلك موسى هو وفتاه، وتجاوزا المكان الذي فيه الخضر فلما سارا سيرا طويلا، ووصلا إلى أو جاءهما وقت الظهيرة أحسا بالتعب، وأحسا بالنصب. |