وكذلك –أيضا- امتن على العباد بما أنزل عليهم؛ يقول الله تعالى: { وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } لو أنه حبس عنا هذا المطر؛ لهلك من عليها؛ لأنه هو الذي يكون قوتهم أو تحيا به بلادهم: { أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } ؛ يُذكر عباده بذلك. ويذكرهم –أيضا- بسائر نعمه؛ كما في قول الله تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ } هذه النحل: الدواب الصغيرة؛ أخبر بأنه: { يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ } وهو هذا العسل { فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ } . وكذلك -أيضا- أخبر تعالى بتربية الإنسان وبخلقه له، يقول الله تعالى: { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ } يعني: هو الذي خلقكم، وهو الذي يتوفاكم، وهو الذي وهبكم ما وهبكم به. ويقول تعالى: { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } جعل لكم الأزواج، أي: خلقها للبشر صنفين: ذكرا وأنثى، وجعل بينهم مودة ورحمة، جعل الذكر الرجل يميل إلى الأنثى، ثم إذا حصل بينهما هذا الازدواج حصلت بينهما المودة والرحمة، كل هذا من فضله -سبحانه وتعالى-. |