وقال رحمه الله: باب: "قول الرجل للمرأة عند القبر: اصبري". حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه– قال: { مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بامرأة عند قبر وهي تبكي، فقال: اتقي الله واصبري } . هذه المرأة مات ولدها، ويمكن أنها كانت في بادية، ودفن وجلست عند قبره، لم يكن هناك من يعلمها الأحكام، فأخذت تبكي، وكأن بكاءها له نشيج ومعه نحيب، فمر عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: { اصبري، اتقي الله واصبري } فيدل على نصيحة من وقع منه شيء يخالف الصبر، أو ينافي الرضا بالقضاء والقدر أن ينصح، ويقال له: عليك بالصبر والاحتساب، ورجاء الأجر والثواب؛ فإن ثواب هذه المصيبة خير وأفضل من بقائها، ومن نفعها لو بقيت. في بعض الروايات أنه لما قال لها: { اتقي الله واصبري، قالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمثل مصيبتي، فقال الناس: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت تعتذر، فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى ، أو عند أول صدمة } يعني: الصبر الذي يثاب عليه إذا كان في أول الأمر، أول ما تحصل المصيبة يتحمل ويصبر، فهذا هو الذي أجره كبير. أسئـلة س: هل يصح الاستدلال بهذا الحديث على أن المرأة تزور المقبرة؟ وهذا القبر كان منبوذا في برية، فلا مانع من أنها تمر على قبر في برية إذا كان قبر قريب لها، لم ينكر عليها، وأما المقابر التي سميت، أو خصصت بالمقابر فلا يجوز للنساء زيارتهن؛ لأنه صلى الله عليه وسلم– قال: { لعن الله زوارات القبور } فليس في هذا أنه كان في مقبرة، إنما كان قبرا منبوذا، يظهر أنه لم يكن عندهم قبور غيره، ويمكن أيضا أنها قريبة منه، وليست عنده. نعم. |