كذلك من أسباب صلاحهم: تفقد جلسائهم، فإن { المرء على دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل } لا شك أنك إذا سألته: من يجالسك يا ولدي؟ ومن يذهب معك؟ ومن تلعب معه وتقضي وقتك معه؟ فإذا ذكر لك نخبة صالحين فرحت, وشجعته، وسألته: ماذا يستفيد أحدكم من الآخر؟ فإذا قال: نجلس في بيت أحدنا, ونقرأ في الكتب, ونقرأ في الرسائل, وفي الكتب النافعة؛ فذلك دليل على أن رفقته رفقة صالحة, وأنه من الخير الذي يستفيد منه. كذلك من أسباب استقامة الأولاد ونحوهم: الحرص على إحضار ما ينفعهم سماعا أو قراءة, فتأتي في البيت بكتب مفيدة, أو نصائح ورسائل, وتأتي أيضا بأشرطة مفيدة إسلامية يسمعونها وتثبت في قلوبهم, ويكون لها فوائد وتأثير ظاهر عليهم، لا شك أنه إذا كان عنده وقت وسمع هذه النصيحة التي في ذلك الشريط, وسمع ورأى هذه الفوائد التي يسمعها, والتي فيها تعليم, وفيها فوائد؛ فإنه بذلك يحب الخير, وينشأ عليه نشأة صالحة. كذلك هناك أسباب أخرى لإصلاح الناشئة من أهمها: تعليمهم العلم النافع الذي هو ميراث الأنبياء، كان الآباء غالبا قديما الأب يجلس مع أولاده بعد المغرب إلى العشاء, وكذلك في أوقات الفراغ, فيقرأ أحدهم, وفي قراءته يسأله أبوه, أو يسأله من يعرف: ما فائدة هذا؟ وماذا عرفت عن هذا العلم أو هذه الكلمة؟ أو ما أشبه ذلك فيكونون بذلك حفظوا أوقاتهم, واستفادوا فائدة دينية إسلامية, فهذا ونحوه من أسباب الصلاح, من أسباب التربية الصالحة. |