بعد ذلك نذكر بعض الأمور التي هي علامة على صلاح الناشئة، تعرف في ذلك أن هذا نشأ نشأة صالحة, ولو لم تعرفه, ولو لم تعرف اسمه أو ما هو ولده: أولا: إذا رأيت الشباب الذي في العاشرة إلى العشرين رأيتهم في المساجد في كل الأوقات عرفت أنهم نشأوا نشأة صالحة. تذكرون ما ورد في ذلك مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يقول: { ورجل قلبه معلق بالمساجد } فإذا رأيت قلبه معلقا بالمساجد عرفت أنه قد نشأ نشأة صالحة. كذلك إذا رأيته يجالس الصالحين, عرفت أنه تربى تربية حسنة, رأيته يجالس أهل الخير كبارا وصغارا كان ذلك أيضا من علامات استقامته وصلاحه. كذلك إذا رأيته يقرأ في المسجد, أو في الحلقات من حفظه أو في المصحف, علمت أنه نشأ نشأة صالحة. كذلك إذا رأيته يحضر حلقات العلم, عرفت أنه من أهل الخير, وأن ذلك وسيلة من وسائل استقامته على الخير. كذلك إذا رأيته يأتي إلى المكتبات الخيرية في المساجد أو نحوها, ورأيته يعرف شيئا من مضمونات الكتب المفيدة ومحتوياتها, وإن كان في المرحلة الابتدائية, عرفت بذلك أنه نشأ نشأة صالحة, فنوصي الآباء بهذه التعليمات حتى يحفظوا بذلك أولادهم, ويكونون قد ربوهم تربية صالحة. |