الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } من عبادة الله عبادات بدنية يتقرب بها الخلق إلى الله تعالى عبادات بدن، ومن أظهر هذه العبادات البدنية الظاهرة الصلوات الخمس التي هي أفعال وأقوال قيام وقعود ركوع وسجود وقراءة ودعاء وذكر وخشوع جعلها الله تعالى شعارا للبلاد الإسلامية وشعارا للمسلمين يتقربون بها إلى الله، ويتذللون بها بين يديه؛ فلأجل ذلك كان لها الأثر الكبير ولها الأجر العظيم عند الله تعالى لمن أتمها، وأخلص فيها لله سبحانه. ثم شرع الله لها هذا الاجتماع في المساجد بالنسبة للرجال أي أن يأتوا إليها ليصلوا جماعة خلف إمامهم؛ ليتابعوه ويكون لهم أجر على إتيانهم إلى هذه الصلاة جاء مضاعفة الأجر أن من صلى مع الجماعة صلاته أفضل من صلاته وحده بسبع وعشرين جزءا، أو بخمس وعشرين جزءا لا شك أن ذلك فضل كبير. ثم جاءت السنة باتباع الإمام أي: متابعته وعدم مسابقته حتى يكون المصلي كامل الأجر إذا اتبع إمامه واقتدى به، وإذا أحسن الإمام الصلاة فله مثل أجور من صلى خلفه، وإذا أساء الصلاة وأفسدها فعليه مثل أوزار من صلى خلفه كلهم يطالبونه بصلاتهم التي أفسدها، وهذا مما يحمل الأئمة على أن يواظبوا على المساجد التي يصلون بها، ويحرصوا على أن يكملوا صلاتهم، ولا يكون فيها خلل ولا نقص ولا شيء يبطلها. وذكر العلماء أنه إذا بطلت صلاة الإمام؛ بطلت صلاة من خلفه أي: أن صلاتهم تابعة لصلاته مرتبطة بها؛ فلذلك جاء في الحديث: { إذا سها الإمام فعليه السجود وعلى من خلفه، وإذا سها المأموم خلف الإمام فلا سهو أو فلا سجود عليه } مما يدل على أهمية متابعة الإمام. |