كذلك عبادة ثانية: وهي الصيام؛ فإنه من العبادات التي يحبها الله تعالى، ففي الحديث القدسي أن الله يقول: { الصوم لي وأنا أجزي به } معلوم أن المسلمين يتقربون إلى الله تعالى بصوم رمضان، ويعتقدونه فريضة فرضها الله عليهم؛ ولكن مع ذلك لا يحتقر المسلم هذه العبادة؛ بل عليه أن يكثر من التنفل، فيصوم ما تيسر، وأكثر ما ورد.. أن يصوم يوما، ويفطر يوما، وهو صيام داود وهو الذي أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن عمرو وإذا عجز عن ذلك فلا يحتقر أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؛ فإن ذلك يعدل صيام الدهر، يعني: الحسنة بعشر أمثالها في ثلاثة أيام بثلاثين يوما. فكذلك أيضا إذا تَيَسَّر له أن يصوم أكثر من ذلك كأن يصوم كل اثنين وخميس؛ لأنهما اليومان اللذان ترفع فيهما الأعمال، فلا يحتقر هذا. فهذه عبادة بدنية يحبها الله تعالى. |