تعرفون كثرة الفتن في هذه الأزمنة؛ فلذلك إذا كان الإنسان عارفا بالسنة لم ينخدع بدعاة هؤلاء البدع، لم ينخدع بمبتدعة ولم ينخدع بدعاة الضلال. وأما إذا كان له هوى يكون مضلا له، أو له ميل إلى الفساد ونحوه، أو كان جاهلا فإنه قد ينخدع بدعايات المبتدعة والمضلين، فهذه هي أسباب الفساد والضلال. أولا: الهوى قال الله تعالى: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } يعني لا يهوى شيئا إلا ركبه، { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ } . الهوى هو هواية الإنسان ما تميل إليه نفسه، ننصح بأن يكون هوى الإنسان تبعا لشرع الله، الله تعالى يقول: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: { لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به } . ثانيا : الجهل؛ الجهل بالسنة والجهل بالشريعة، إما عدم اهتمام وإما استمرارا على الجهل، وإما زهدا في العلم. فهذا أيضا من أسباب الفساد؛ فلذلك ننصح المسلم بأن يتعلم الشرع. يتعلم الشريعة، ويتعلم السنة النبوية، ويتعلم الأحكام، ويتعلم العقيدة والتوحيد، ويتعلم ما يتيسر له من الكتاب والسنة، ولا يكون معرضا عن ذكر الله، ولا يكون مقدما لشهواته ولما تميل إليه نفسه؛ فإنه إذا كان كذلك انخدع بأدنى شبهة وانخدع بأقل فتنة، وحصل له الانحراف والانصراف عن العبادة.كذلك أيضا عليه أن يعرف الفتن، وعليه أن يعرف الدعاة إليها حتى يحذرها. |