كذلك أيضا نقول: إن هناك أيضا دعاة إلى المعاصي، إذا عرفنا الدعاة إلى النصرانية وإلى الشرك، وعرفنا أيضا الدعاة إلى البدع مثلا الإسماعيلية والرافضة وما أشبههم، فإن هناك دعاة إلى المعاصي إما إلى ترك العبادات، وإما إلى الوقوع في المحرمات، فنحْذر من دعاياتهم؛ فالذين مثلا يدعون إلى الغناء والطرب واللهو ونحو ذلك، يشبهون عليك أيها المتمسك فيقولون: إنك حرمت نفسك لذة الحياة الدنيا. إنك لم تُنعم نفسك، ما خلقت في هذه الدنيا إلا لتتنعم، كيف تحرم نفسك هذا السماع الذي ينشط قلبك وينشط جسمك والذي يرفه عنك! كيف تحجر على نفسك ما فيه لذة سمعك! ونحو ذلك فلا تستمع إلى هؤلاء.كذلك الدعاة إلى النظر في المحرمات؛ كالذين يدعون إلى النظر في الصور الفاتنة، وإلى النظر فيما تبثه القنوات الفضائية ونحوها، ويدعون أنها أيضا تسلية وأنها ترفيه. تتنعم تُنعم عينيك بأن تنظر إلى هذه الصور الجميلة التي فيها جمال والتي فيها زينة والتي فيها زهرة والتي فيها وفيها، هكذا يزينون أليس هؤلاء دعاة إلى الضلال؟ أليسوا دعاة إلى الباطل؟ لا شك أن هذه من الفتن، وأن الإنسان إذا انخدع بهؤلاء ثم عكف على سماع الأغاني والملاهي. ثم عكف على النظر في الأفلام الخليعة، والصور الفاتنة التي تبثها تلك الإذاعات المرئية التي تأتي من الخارج لإفساد الأخلاق- أنه ممن انخدع، وأنه يُخاف عليه أن يترك الإسلام أو يترك تعاليم الإسلام، أو يفعل المحرمات والمنكرات، أو يقع في الفواحش والمحرمات، وهذا ما حصل كثيرا. فلذلك نقول: احذروا من هذه الفتنة التي هي فتنة الدعايات. لما أن الكفرة ونحوهم عجزوا عن ردكم عن الإسلام أرادوا أن يخرجوكم من تعاليم الإسلام، فأخذوا يرسلون إليكم هذه القنوات التي تشتمل على هذه الصور، أو على هذه الأغاني ونحوها، حتى يعظموا أنفسهم. الجاهل إذا عكف على هذه الصور، وعلى هذه الأفلام الخليعة، اعتقد أن النصارى أكبر أكثر أقوى أحسن حالا من المسلمين، وأن الإسلام والمسلمين ضعفاء، وأنه ليس عندهم شيء من الإمكانيات. وأن هؤلاء عندهم من الإمكانيات والقوة كذا وكذا، أو أن عندهم من المغريات ومن الشهوات ومن الزينة وما أشبه ذلك، إذا مثلوا هكذا الرجل يقبل المرأة وينظر إليها أو يضمها، إذا مثلوا هذا الرجل يتمايل ويتغنى أو هذه المرأة تتغنى، إذا مثلوا أيضا هذا الإنسان يتعاطى هذه الكئوس المحرمة الأشربة المحرمة ويدعون أنه لا يتأثر بذلك. لا شك أن هذا دعاية منهم إلى الضلال، دعاية منهم إلى الفساد؛ فلذلك علينا أن نحمي أنفسنا عن مثل هذه الدعايات، وأن نحرص كل الحرص على أن نحفظ أسماعنا وأبصارنا عما حرم الله تعالى علينا؛ حتى نستقيم على الطاعة وحتى نكون من المتمسكين بالصراط السوي. أنت في كل صلاة تسأل الله تقول: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } الصراط: هو الطريق، والمستقيم: الذي ليس فيه اعوجاج. يسلك بأهله إلى ثواب الله تعالى، يؤدي بمن سار عليه إلى ثواب ربه وإلى الجنة التي عرضها السماوات والأرض، وأما طرق هؤلاء فإنها منحرفة؛ ولذلك ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث أصحابه فمثل لهم تمثيلا { خَطَّ خطا مستقيما وخَطَّ خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال: هذا صراط الله وهذه السبل-الطرق- التي عن يمينه وشماله طرق على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه. ثم قرأ قول الله تعالى: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } } . فهذه السبل هي إما طرق الكفار؛ اليهود لهم طريق، والنصارى لهم طريق، والهندوس لهم طريق، والمشركون لهم طريق، والقبوريون لهم طريق. وإما طرق البدع؛ يعني الرافضة لهم طريق، والإسماعيلية لهم طريق، والزيدية الضالة لهم طريق، والجهمية لهم طريق، والمتصوفة الغلاة لهم طريق. وإما طرق أهل المعاصي؛ الذين يدعون إلى الزنا لهم طريق، والذين يدعون إلى التبرج وبروز النساء لهم طريق أيضا منحرف. والذين يدعون إلى المسكرات والمخدرات لهم طريق، والذين يدعون إلى الأغاني والملاهي ونحوها لهم طريق، والذين يدعون إلى بقية المعاصي لهم طرق. فإذا عرف المسلم الطريق الذي هو سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا ينخدع بتلك الدعايات ولا بأولئك المضللين له، ويعرف أن صراط الله واحد ليس فيه اختلاف. كذلك أيضا نتواصى بأن نتعاون على الحق وأن لا نتفرق.قال الله تعالى: { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ } وقال تعالى: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ } فإذا سرنا على هذا النهج إن شاء الله وصلنا إلى ما يحبه الله تعالى، ونصرنا الله تعالى وأظهرنا، وأذل من يحاول إضلالنا من الكفرة والمشركين. نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل، وأن يوفقنا لكل عمل صالح يحبه ويرضاه، نسأله سبحانه أن ينصر دينه ويعلي كلمته، ويصلح أحوال المسلمين إنه على كل شيء قدير وصلى الله على محمد . س: جزى الله فضيلة الشيخ عنا خير الجزاء، وهناك أسئلة كثيرة وربما .. على فضيلته ... تنتهي ولكنا اخترنا منها... ونسأل الله عز وجل أن ينفع الجميع. فضيلة الشيخ، ما حكم الصلاة في العباءة الفرنسية ؟ لا شك أنها تسمية غريبة. تسميتها بعباءة فرنسية، لماذا نختار هذا الاسم؟ الدولة تمنع أن تُسمى المؤسسات بأسماء أجنبية؛ فكيف مع ذلك الأكسية والألبسة؟ فيما يعمل في البلاد الإسلامية ما يغني عنها. أنا لم أتصورها ولكن التسمية تدل على أنها عباءة غريبة، عباءة الرجل التي هي المشالح ونحوها التي لها فتحة من الأمام ولها أكمام. كذلك أيضا عباءة المرأة أو مشالح النساء هذه المشالح ونحوها العادة أنها واسعة وفتحتها أمامها، وكذلك لها أيضا أكمام تخرج منها يديها عند الحاجة وتضمها أمامها حتى لا يظهر شيء من جسدها. كذلك أيضا تجعلها على رأسها، وليس فيها شيء من هذه النقوش المخلة بالعفاف ونحو ذلك؛ بل إنها إذا لبستها عُرف بذلك عفتها، فلا تلبس هذه العباءات المزركشة التي لها أكمام كأكمام الثوب، وكذلك لها نقوش في أطراف الأكمام فإنها تلفت الأنظار. ننصح المرأة المسلمة أن تقتصر على ما كان من عادة أمهاتها وجداتها. س: جزاكم الله خيرا. ما حكم حضور حفلات الزواج التي يتم فيها إحضار الدف للنساء واستخدام .. كالمطربين فيها؟ ننصح بعدم حضورها، وننصح قبل ذلك بعدم استعمالها، وعليكم أن تنصحوا أهلها بأن يقتصروا على ما هو مباح، يقتصروا على الحلال. فحفلات الزواج يباح فيها للنساء ضرب الدف الذي هو مستدير كالمنخل مختوم من جهة من الجهات بجلد عادي إذا ضُرب ظهر له صوت ليس برفيع. فأما إذا كان مختوما من الجهتين فإنه يسمى طبل وقد أمر بمحق الطبول، كذلك أيضا ما يسمى بالزير أو الضرب بالتنكة أو ما أشبه ذلك ننصح بعدم حضور ما يكون فيه كذلك. كذلك هؤلاء المغنيات الذي يسمون دقاقات لا شك أيضا أنهن يأتين بمنكر لأنهن يغنين بغناء ماجن، يغنين بغناء فيه شيء من التلحين والتمايل والتشبيب والتغنج الذي يثير الكوامن، فحضور مثل هذه الأغاني يؤدي إلى الفتنة؛ فننصح بعدم حضورها، وننصح بعدم استعمال هذه الأشياء المحرمة. س: ما حكم إزالة الشعر وذلك بطريقة النتف في أثناء الصوم وقد يكون صوما تطوعيا؟ إزالة الشعر إذا كان شعرا مباحا جاز ذلك سواء بطريقة النتف أو بطريقة الحلق أو التنوع أو ما أشبه ذلك. إذا كان شعر مثلا ساقه أو ذراعه المرأة والرجل فيه شيء من التشويه وأحب أن يزيله، ولكن نعرف أنه إذا أزيل فإنه يعود كما هو معروف. وأما شعر المرأة إذا نبت في وجهها شعر في ذقنها أو في خديها؛ فلها أن تزيله بأي شيء يزيل لأن صفة المرأة أنها ليس في وجوه النساء شيء من الشعر عادة. كذلك أيضا تمنع المرأة من إزالة شعر الحاجب الذي هو فوق العينين، هذا الشعر أنبته الله تعالى زينة في الرجال والنساء فإزالته بنتف أو بقص أو نحو ذلك لا تجوز. س: فضيلة الشيخ، يدرس الطلاب بالمناهج الدراسية تحريم الأغاني والموسيقى، ثم يفاجئوا ... بإقامة حفلات مصاحبة لأدوات الموسيقى في العروض الرياضية ؛ ما هي نصيحتكم للقائمين على التعليم ولأولياء أمور الطلاب ولمدرسي الرياضة ؟ نصيحتنا أن يربوا أولاد المسلمين التربية الحسنة التربية الصالحة؛ فالطلاب في المراحل الابتدائية أو المتوسطة يتلقون ما يلقيه عليهم أولئك المدرسون ويحسنون بهم الظن، ويعتقدون أنهم هم القدوة؛ فإذا تربوا على مثل هذه الدقات والضربات والموسيقى وما أشبهها ظنوا أن هذا من الدين واستحسنوه. وكذلك أيضا إذا تربوا على الغناء أو سماع الغناء، ولو بواسطة الإذاعة في مكبر المدارس ونحوها لا شك أنهم يألفون ذلك، أنهم يحبونه بعد ما يكبرون ويصعب بعد ذلك انتقالهم عنه. فأولا: عليكم أيها المدرسون أن تنصحوا لأولاد المسلمين، وألا تعلموهم شيئا يضر بهم في عقائدهم وفي أعمالهم. وثانيا: الذين يقومون على الأنشطة في المدارس، أو كذلك على الصيفيات وما أشبهها، لا شك أيضا أنهم مسئولون عمن يربونه من أولاد المسلمين. فالمراكز الصيفية إذا قُصد منها مجرد اللهو كان ذلك من أسباب الفساد، وأما إذا قصد منها تربية أولاد المسلمين، والترفيه عنهم ترفيها بريئا كان ذلك من أسباب الصلاح. س: فضيلة الشيخ، أرغب في شراء أرض بالتقسيط عن طريق الراجحي حيث يقوم بشراء الأرض وأقوم أنا بالدفع من راتبي أقساطا شهرية ؛ فما حكم ذلك ؟ لا شك أن الإنسان يضطر إلى شراء أرض أو سيارة أو نحو ذلك بالتقسيط إذا لم يكن عنده مال يدفعه مرة واحدة، فلا مانع من ذلك إذا كانت الأرض مملوكة لذلك التاجر الراجحي أو غيره، كونها مملوكة له يعني في ملكه. إذا كانت غير مملوكة له فلا يجوز له أن يبيعها قبل أن يملكها، لكن إذا دللته عليها واشتراها من العقاري وملكها وقبض صكوكها ووثائقها جاز أن يبيعها عليك أو على غيرك فلا بأس بذلك. س: نرجو منكم توضيح مسألة إخراج التلفاز من المنازل؛ ما هو البديل عنها حيث نخشى من مجالس الغيبة والنميمة؟ بلا شك أن آلات الملاهي تفسد وتشغل، فإفسادها أن كثيرا من النساء أو من الفتيات اللاتي يقابلن هذه الأجهزة ثم ينظرن إلى صور الرجال وصور الفتيان لا شك أنهن غالبا يفتتن ويقعن في شيء من الميل إلى الفواحش ونحوها. وكذلك الكثير من الشباب ينظرون بواسطة هذه الشاشات إلى نساء متكشفات متبرجات، وكذلك سماع الجميع للأغاني والموسيقى ونحو ذلك. فننصح المسلم بأن يبعد هذه الأجهزة التي يصعب التحكم فيها، وأن يستبدلها بما فيه فائدة من ذكر أو علم أو قرآن أو أشرطة إسلامية أو ما أشبهها. س: فضيلة الشيخ، عند حضور وليمة العشاء واجتماع الناس وحضرت الصلاة؛ هل تؤدى الصلاة في المجلس أو في المسجد سواء كان المسجد واسعا أم لا ؟ تؤدى في المسجد إذا كان هناك مسجد يتسع لهؤلاء، فأما إذا كان ليس هناك مسجد جاز لهم أن يصلوا في ذلك المكان، كما إذا كان هناك حفل زواج واجتمع خلق كثير وذلك المكان ليس فيه مسجد أو ليس حوله، أو هناك مسجد صغير لا يتسع لهم ففي هذه الحال يرخص لهم أن يصلوا جماعة في ذلك المكان. س: .. وطلب مني أحد الإخوان من خارج المملكة أن أعطيه ورقة تثبت أن زوجته تعمل عندي حتى يتسنى له الحضور بها إلى هنا رغم أنها لا تعمل عندي؛ فهل هذا العمل جائز أم لا؟ ليس بجائز، عليك بتحري الصدق وعليك بأن تنصح مثل هؤلاء أن يتحروا الصدق وألا يكذبوا ولو كان لهم مصلحة في هذا الكذب؛ فإن في ذلك تعويدا لهم على أخذ ما لا يستحقون، أو على الكذب المحرم. وكذلك أنت أيضا تكون متساهلا وذاكرا شيئا ليس بصحيح. س: امرأة حامل وحملها ثقيل وأحيانا تصلي بعض الركعات جالسة ؛ هل عليها شيء أم لا ؟ لا حرج عليها إذا كانت يشق عليها القيام والقعود كالمريض الذي يشق عليه والكبير. س: ما هو الحكم في ... عرائس الأطفال للبنات الصغار وكذلك بعض المجسمات على هيئة قطط ونحوها؟ مع العلم بأننا قد سمعنا بإجازة العرائس بحجة أنها تعود الفتاة الصغيرة على الأمومة. نرى أن هذا ليس بصحيح. كانت عائشة رضي الله عنها تصنع لعبا تلعب بها يعني على هيكل طفل أو نحو ذلك تصنعها بيدها، فنقول: لا مانع من أن الفتاة التي عمرها مثلا خمس سنين أو ست سنين تعمل بيدها شيئا يشبه اللعبة تلعب بها، تجمع أعوادا مثلا وتلف عليها خرقا وتصور لها رأسا وتصور لها يدين تتسلى بها. فأما مثل هذه التي تصنع بالماكنة ويكون لها صورة ظاهرة، لها شعر كشعر الطفل، ولها أيضا أذنان وعينان وشفتان وأنف وأصابع وأظافر وأرجل؛ فلا شك أن هذه صورة مجسمة فنرى عدم استعمالها. س: كذلك ما حكم الصور الفوتغرافية إذا اتخذت في مجال التعليم كتصوير شخص وهو يؤدي الصلاة من تكبيرة الإحرام حتى التسليم؟ يعني الصور التي تصور بالفيديو أعني أشرطة الفيديو قد يُتسامح فيها؛ وما ذاك إلا أن فيها شيئا من التعليم، وفيها شيء من الفائدة فإذا كانت كذلك فلا بأس؛ لأن كثيرا من الناس يسمعون بالصلاة ولم يروها، ويسمعون بالطواف وبالحج وبمناسكه ولم يروه، فإذا شاهدوه عيانا تعلموا بالرؤية أكثر مما يتعلمون بالقول؛ ولأن هذه الأفلام ليست ثابتة. الصور التي فيها يمكن أن تغير ويسجل عليها غيرها؛ فليست مثل الصور الثابتة في الأوراق أو ما أشبهها، أما التصوير الفوتوغرافي الذي يكون بالكاميرات التي تثبت في الأوراق ونحوها فنرى أن ذلك لا يجوز إلا للضرورة كحاجة الإنسان إلى صورة لمؤهل أو لبطاقة أحوال ونحوها . س: فضيلة الشيخ ... إلى حياتنا اليومية؛ حيث إن الخطب والمحاضرات تتكلم بالأحكام ونحن نحتاج في زماننا هذا للعقيدة؛ فما هي الأعمال التي تساعد على إحياء قلوبنا واتباع ...؟ كثيرة والحمد لله فعلى الخطباء أن يتعرضوا للعقائد، وأن يجددوا للناس دينهم، فيتكلمون في عظمة الله تعالى وآياته الكونية وآياته القرآنية. كذلك أيضا عليكم أن تقرءوا القرآن وتتدبروه وتعقلوه، فإنه مما يحيي الله تعالى به القلوب، كذلك أيضا عليكم أن تقرءوا تفاسير القرآن وما فيها من العبر، التفاسير التي هي سالمة من البدع ومن أهلها. كذلك أيضا عليكم أن تقرءوا في كتب العقائد التي ألفها العلماء وتعبوا في تأليفها فإن فيها منفعة وفيها تجديد للعقيدة، وهكذا أيضا سماع الإذاعات المفيدة كإذاعة القرآن وصوت الإسلام وما أشبهها، وهكذا أيضا الاستفادة من المحاضرات التي تشتمل على شيء من العقائد وتجديد الدين والتعريف بأمور الإسلام ففي ذلك إن شاء الله ما يقوي اعتقاد المسلم. س: امرأة ابتليت بنمص حاجبها ولعدم مقدرتها على تركها لأنه أصبح مشوها لمنظرها اضطرت لذلك الذي ... تحريمها؛ فما رأيكم في ذلك؟ عليها التوبة ولا يجوز لها أن تعود إلى مثل ذلك، عادة أن هذا الشعر إذا نُتف أو حلق أو قص فإنه يعود كما كان، كذلك جميع هذا الشعر شعر الأهداب إذا نتف يعود، وشعر الحاجب إذا نتف يعود، وشعر الذقن ..... س: ..........................؟ لا يجوز ذلك، عليه أن يمنعهن من هذه القصائد، ومن هذا الشعر، ومن هذا التغني الذي فيه تشبيب وفيه حب وغرام وفيه إثارة للأشجان؛ فعليه أن يمنعهن من ذلك، وإذا سمع بذلك أرسل إليهن من يوقفهن. س: ما حكم التصوير في فرح الرجال بكاميرات الفيديو لغرض الذكرى للزواج ؟ نرى أيضا أن ذلك لا حاجة إليه، ولو قال: إنه صورة للذكرى أو ما أشبه ذلك، فلا شك أن ما يفعله الكثير من التصوير الحالات للذكرى إذا كانوا في مجتمع أو في حفل أو ما أشبه ذلك ويقولون: نتذكر فعلتنا، أن هذا مما لا داعي إليه ولا فائدة فيه وأنه داخل في التصوير المحرم أو المكروه. س: امرأة تقول: إنها متزوجة من رجل وعنده زوجة أخرى وله أربعة أبناء، وهي لها سنتان معه ولم تحمل منه؛ لأنه يستخدم معها وسيلة لمنع الحمل ومن زوجته الأخرى لا يمانع، أحست أنه تزوجها ... للمتعة فقط وناقشته .. حتى وقت الجماع يأتي ..... أفيدونا أفادكم الله لا يجوز له ذلك، عليه أن لا يمنعها من التماس الولد، وإذا أصر على ذلك فلها أن تطلب الطلاق؛ فإن لها حقا في الأولاد كما له حق فكونه يعزل عنها أو لا يطؤها إلا في الأيام التي يعرف أنها لا تعلق بحمل كأول يوم أو ثاني يوم من الطهر أو آخر الطهر أو ما أشبه ذلك أو يلزمها بأكل حبوب منع الحمل فهذا خطأ وظلم لها. س: حلف عمي يمينا وحرم دخول بيتي حتى يذبح لي ذبيجة وأنا قد حلفت بالطلاق أنه لا يذبح لي لا هو ولا غيره، والطلاق لا أقصد به أهلي ؛ فأفيدونا في هذا على أحدكما كفارة يمين. الذي حلف ألا يدخل بيت ابنه مثلا أو ابن أخيه عليه كفارة يمين ويدخل، وكذلك الابن الذي حلف أن يذبح وطلق على ذلك إذا لم يكن قاصدا الطلاق وإنما قصد منع نفسه أو إلزام نفسه لعلها تكفيه كفارة يمين. س: ذهبت أنا وأهلي إلى جدة بقصد زيارة مريض، وجلسنا ثلاثة أيام وأحرمنا عمرة من جدة ؛ فما الحكم؟ جزاكم الله خيرا إذا لم يكن عندكم عزم على العمرة من قبل وإنما خطرت لكم العمرة بعدما وصلتم إلى جدة ؛ فإحرامكم كإحرام أهل جدة من نفس البلد، وأما إذا كنتم عازمين قبل السفر من هذا البلد عازمين على أنكم تعتمرون فلا بد أنكم تعتمرون من الميقات، فإن أحرمتم من غير الميقات من دون الميقات فعليكم الفدية التي هي ذبيحة تذبح عن كل واحد لمساكين الحرم نعم. س: فضيلة الشيخ، سؤال . صاحبه ..، ما حكم حلق اللحى ؟ هل هي من الكبائر أم لا؟ بلا شك أنها معصية؛ لأنها مخالفة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يكرم لحيته ويوفرها؛ ثم أيضا مخالفة لأمره؛ حيث أمر بإعفاء اللحى بقوله: { أعفوا اللحى } ؛ وأيضا فيها تشبه تشبه بالكفار وتشبه بالعصاة وتشبه بالمجوس، ونحوهم، و { من تشبه بقوم فهو منهم } ؛ فلذلك تصبح إذا أصر عليها وتهاون بها تصبح من كبائر الذنوب. س: فضيلة الشيخ، امرأة تسأل هل مس عورة طفلتها ينقض وضوءها ؟ الصحيح أنه لا ينقض؛ وذلك لأنها تضطر دائما إلى أن تنجيه، وأن تغسل النجاسة من عورته وقد تكون متوضئة. الصحيح أن هذا لا ينقض؛ لأنها لا يحصل مع لمس ذلك شهوة، وكذلك النظر إلى عورة الطفل ليس له عورة محترمة فلا حرج في ذلك. س: من هو الرحم؟ وما هي حدوده وحقوقه؟ الرحم القرابة من الأب أو من الأم منهم من حدده بخمسة أجداد أعني كإخوتك، ثم أعمامك، ثم أعمام أبيك، ثم أعمام جدك، ثم أعمام جد أبيك، وأولادهم وأحفادهم ونحو ذلك. وكذلك الأخوال أخوال الأم وأخوال الجدة إلى آخر ذلك، ومنهم من قال: إنهم من لهم حق وقرابة يحمي بعضهم بعضا، ويئوي بعضهم بعضا، مثل هؤلاء يعتبرون من ذوي الأرحام، لهم حق في الإكرام، ولهم حق في الزيارة ولهم حق في الصلة، ويحرم بينهم التهاجر والتقاطع وحرمان بعضهم حق بعض، أو ما أشبه ذلك. س: أخذت قرضا من صندوق التنمية العقاري مقداره مائة ألف ريال ولم أسدد سوى دفعتين فتوقفت ...؛ فهل يعتبر دينا في ذمتي في حالة الوفاة؛ حيث إن الوارثين.. الأرض. العمارة ..؟ أفتنا في ذلك لا شك أنه دين وأنه مطالب بتسديده، وإذا توفي صاحب القرض والدين في ذمته انتقل إلى ذمة أولاده؛ لأن البنك ونحوه ليس له هم في نفس المستدين ولا في ذمته، وإنما دينه في هذه العمارة وفي هذه الفيلا التي عمرها؛ فلذلك ينتقل الدين إلى ذمة الورثة. س: ما رأي فضيلتكم في ... النساء وما يسمى بالمنصة؟ أرى أن هذا من المنكرات، يعني إبداء العروس مثلا أمام الناظرين رجالا ونساء قد يكون بينهم أطفال معهم أجهزة تصوير يصورونها، قد يكون أيضا ذلك فتنة لمن نظر إليها، كذلك إجلاسها على هذه المنصة وما أشبه ذلك كل هذا من الدعايات إلى السفور والدعايات إلى التشبه بالكفار ونحوهم. س: رجل يتهم الصالحين بالانحراف ويتسلط عليهم بلسانه في كل مجلس عندما تتعارض دعوتهم مع مصالحه الدنيوية؟ عليكم أن تنصحوه وتبينوا له خطأه، أنه يحرم على المسلم أن يتعرض للصالحين وأن يسبهم وأن يلصق بهم التهم. الصالح هو المستقيم في عقيدته وفي عمله، لا يجوز أن يتنقصه أحد ولا أن يسبه أو يغتابه. كذلك أيضا الذين يتسلطون على أهل الحسبة والهيئات الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، أو على الدعاة الذين يدعون إلى الله تعالى، الذين يتسلطون عليهم ويرمونهم بأنهم جهلة أو متسرعون أو أنهم غلاة أو ما أشبه ذلك، لا شك أن هذا ظلم وخطأ، وأن من فعل ذلك يخاف عليه أنه يعترض على الله وعلى أولياء الله. س: ما حكم المشاركة في المسابقات التجارية الموجودة ضمن الصحف والمجلات المباعة والجوال التي كثرت في الأزمنة الحاضرة؟ الأصل أن هؤلاء لا يقصدون نفع الشعب ولا نفع المواطنين، ولا حصول الأرباح لهم، وإنما يقصدون نفعهم هم؛ فالذين مثلا يجعلون مسابقات في الصحف يدفعون في هذه المسابقات مثلا مائة ألف أو خمسين ألفا كجوائز، ولكن يريدون أن صحفهم تروج وتشتهر حتى بدل ما كانوا يطبعون مائة ألف يطبعون ثلاثمائة ألف. بدل ما يكون ثمن الصحيفة ريال أو ريالان يجعلونه ثلاثة أو أكثر فيجنون من وراء ذلك مئات الألوف، يكثر الذين يتسابقون فيربحون من وراء ذلك أرباحا كثيرة. فنحن نقول: لا تشترك في هذه الصحف ولا تشتريها لأجل هذه المسابقة، لكن إن كنت تشتريها من قبل أو تأتيك بلا ثمن جاز لك أن تشترك في حل هذه الأسئلة ونحوها. وهكذا يقال في سائر المسابقات مسابقات المتاجر ونحوها الذين يقصدون أن الناس يأتون إليهم حتى يعرفون مكانهم ويكون لهم شهرة، وأشباه ذلك مما هو دعاية إلى ترويج سلعهم وترويج أماكنهم. نعم. س: امرأة تقول: إنها ولد لها ولد ثم مرض ثم قالت: إذا شفي هذا . لتصومن من كل شهر ثلاثة أيام ثم هي الآن تقول: قد شفي مريضها ولكنها لم تصم وقد مضى على نذرها أكثر من سنة؛ فما هو توجيهكم؟ الواجب الوفاء بالنذر قال الله تعالى: { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا } وقال صلى الله عليه وسلم: { من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه } والصيام من الطاعة. فإذا كانت مطيقة فإن عليها أن تصوم، وليس في ذلك مشقة أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام. إما من أول الشهر أو من وسطه أو الأيام التي نَوَتْها كالأيام البيض أو ما أشبه ذلك، ففي هذه الحال عليها أن تستقبل الوفاء بنذرها في الأشهر المتقدمة تصوم من كل شهر ثلاثة أيام شكرا لله تعالى على شفاء ولدها ويعفى عن ما سلف. س: فضيلة الشيخ، كثير من النساء تأتي إلى بعض النساء وربما تكون بملابس غير شرعية إما أن تكون خفيفة أو ضيقة أو مشقوقة من الصدر أو الظهر بحجة أن عورة المرأة من السرة إلى الركبة؛ فما هو توجيكم تجاه ذلك وتوجيه أولياء أمورهم؟ الإثم على أولياء الأمور، ولي أمر المرأة يأخذ على يدها عن مثل هذا السفه، فالمرأة عند النساء أو عند المحارم عليها أن تلبس ما يسترها فلا تبدي صدرها ولا ظهرها ولا بطنا ولا جنبين ولا منكبين ونحو ذلك.كل ذلك مما يستحيا من إبدائه، ومما يحتشم به لأنه يكون إما دعاية وإما فتنة، فتقتدي بها هذه الطفلة وهذه الفتاة ونحو ذلك. لا شك أن الأصل أنه يجوز للمرأة عند النساء عند الحاجة أن تبدي ساقها مثلا وعضدها وذراعها وما أشبه ذلك عند الحاجة، وأما إذا لم يكن هناك حاجة فعليها أن تتستر. كذلك هذه الألبسة الضيقة لا شك أنها تبين حجم المرأة، إذا لبست لباسا ضيقا أعلاه يتبين ثدياها وعظام صدرها ومنكباها ومفاصل ظهرها، وكذلك أيضا إذا لبست ثيابا مشقوقة إما من الجيب وإما من أحد الجانبين كان في ذلك إبداء لما قد يظهر مع ذلك الشق، فيتقي الله ولي المرأة ويأخذ على يديها. س: فضيلة الشيخ، عندما أتبول أكرمكم الله أشعر بعد الانقضاء من الحاجة أن هناك قطرات وأحاول إخراجها بالضغط على الذكر عدة مرات ثم أستنجي بالماء ولكن الوساوس تعاودني فأكثر الوضوء والصلاة علما أنني أحاول التأكد من نزول البول ولكن لا أجد شيئا؛ فما الحكم؟ ذكر العلماء والأطباء أن البول في المثانة مثل اللبن في الضرع إن حُلب در وإن تُرك قر فنقول: إذا تبول الإنسان سيما الشباب فالأصل أنه ينقطع البول بانتهائه، وما يخيل إليه أنه يحس ببقايا، وأنه يحس بقطرات نرى أن ذلك من الوساوس. وننصح بعدم الالتفات إلى ذلك، وأن عليه بعد انقضاء البول أن يستنجي بالماء، وأن يقطع هذه الوساوس حتى يريح نفسه فإن ذلك ليس له أصل. وأما معالجة الإنسان ذكره بمسه أو بمسحه أو بنتره أو نحو ذلك فإن ذلك يسبب عليه ضررا، أولا: أن هذه الوسوسة تبقى معه دائما، ثانيا: ذكر الأطباء في النهاية أنه يسبب السلس الذي هو عدم الاستمساك في البول، فلا يلتفت إلى ذلك ويستنجي ولا يعالج ذكره حتى يريح نفسه من هذه الوسوسة. س: ما الحكم فيمن شك أنه لم يقرأ الفاتحة وكذلك لم يلفظ بقول: "الله أكبر" تكبيرة الإحرام . أو أبدل "سمع الله لمن حمده" "بالله أكبر" أو نسي قول: "سبحان ربي العظيم" ؟ إذا كان مجرد شك فلا يلتفت إليه سيما إذا كان مأموما؛ فإن العادة أن الإنسان يتابع الإمام وأنه يكبر ويسبح ويتابعه بهذه الألفاظ هذا شيء معتاد ننصحه بألا يلتفت إلى مثل هذا. أما إذا كان إماما فلا بد أنه يتأكد، فإن شك في ترك واجب وكان الشك شكا قويا سجد للسهو. وإن شك في ترك ركن فلا بد أن يأتي به ولو بإعادة ركعة، أو بإعادة الصلاة كلها فالإمام له حكم، والمأموم له حكم. س: تبرعت بالدم بمبلغ ثلاثماثة ريال ؛ فما حكم ذلك ؟ التبرع يجوز ولكن أخذ القيمة فلا يجوز، أما إذا أعطي مكافأة من غير أن يكون هناك شرط فلا بأس بذلك. س: وما حكم وضع المرأة الحنة في شعرها الصلاة؛ فهل يجوز لها المسح على الحناء؟ يجوز لها ذلك ولكن الأولى أنها تغسله... حتى يكون مسح .. على الشعر العادة أن الحناء يكون فيما بين الشعر لا يكون فوقه عادة. نعم. س: أنا شاب كنت أفعل إحدى المعاصي وفي كل مرة أعاهد الله أني لا أفعلها، ولكني أنقض العهد في لحظة فعلي لهذه المعصية حتى بلغت هذه العهود أربعة وعشرين عهدا. الآن أسألكم هل تجب علي في هذه العهود كفارة؟ وكم مقدارها؟ وهل يكفي عن هذه العهود كفارة واحدة؟ أفتونا أفادكم الله. يظهر هذه العادة يمكن أنها هذه المعصية أنها الاستمناء؛ فإن كثيرا من الشباب يبتلون بقوة الشهوة فيضطرهم ذلك إلى أنهم يفعلون العادة السرية التي هي الاستمناء، فننصحك بأن تتوب من ذلك فإنها مضرة بالصحة، وأن تعف نفسك تحرص على عفاف نفسك بالنكاح الحلال. وأن تحرص على إتعاب نفسك وإظمائها بالصيام وبالجوع وبالإجهاد وبالعمل الذي يكون فيه شيء من التعب؛ حتى تكسر حدة الشهوة معك. وأما بالنسبة إلى هذه المعاهدات فعليك بالتوبة وعدم المعاودة توبة صادقة ولو لم يكن هناك عهد، نرى أن عليك كفارة واحدة ولو كانت هذه المعاهدات كثيرة إطعام عشرة مساكين. نعم. س: فضيلة الشيخ، نريد منك أن تلقي نصيحة أو توجيه للشباب الصالحين الذين يتعصبون إلى مجموعات دعوية حيث إن هذا الابتلاء يسبب ضعفا للأمة الإسلامية. نصيحتنا للجميع شبابا وشيبا أن يكونوا أمة واحدة كما أمرهم الله، قال الله تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } وقال تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } فإذا كنتم من أهل السنة جميعا، كلكم تؤمنون بالعقيدة السلفية السنية التي دل عليها القرآن والسنة، والتي ذكرها الأئمة أئمة السنة في عقائدهم ككتاب "السنة" للإمام أحمد ولابنه عبد الله و"العقيدة الواسطية" للإمام ابن تيمية و"كتاب التوحيد " لابن عبد الوهاب كلكم على ذلك لا خلاف بينكم، وكذلك إذا كنتم جميعا من أهل الطاعة ليس فيكم عصاة، كلكم مستقيمون على الطاعة تصلون وتزكون وتذكرون الله كثيرا وتعرفون حقوق الله وتنتهون عن المحرمات وتتركونها. وكذلك إذا كنتم جميعا من فرقة الأمة الناجية التي هي على هذه الشريعة، وهكذا أيضا إذا كنتم سالمين من المخالفات ومن المعاصي؛ فلماذا هذا التفرق؟! ولماذا هذا الطعن من بعضكم في بعض؟! فكلكم والحمد لله على ملة واحدة وليس هناك موجب للتحزبات ولا للتفرق ولا للتعصبات لأشخاص أو فرق أو نحو ذلك. لا مانع من أن يكون لكل وجهة هو موليها، لا مانع مثلا من أن فرقة يقومون بالتعليم يعلمون الأمة في المساجد وفي الحلقات ونحوها، وأن فرقة أخرى يقومون بالدعوة يدعون إلى الله تعالى ويتجولون في البلاد النائية أو القريبة، وأن فرقة أخرى يقومون بالنصيحة وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن فرقة أخرى يقومون بالتعلم يعكفون على التعلم وعلى الدراسة وما أشبه ذلك. ولكن هذه الفرق لا يغلط بعضها بعضا، هؤلاء يقولون: نرى أننا إذا خرجنا للتعليم والدعوة إلى الله كان ذلك أفود وأكثر فائدة فلهم اجتهادهم، هؤلاء يقولون: نرى أننا إذا اجتهدنا في الحلقات العلمية، وإلقاء الدروس في المساجد ونحو ذلك أو في المراكز الصيفية ونحوها كان ذلك أكثر فائدة، صدقوا ولهم اجتهادهم. آخرون قالوا نرى أن ندخل الأسواق وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وأن ندعوا إلى الله تعالى وأن ننصح العاصي، وأن ننصح المرأة المتبرجة وما أشبه ذلك ولا نجلس في زاوية أو نحوها، نرى أن هذا أفود وأكثر فائدة، فلهم اجتهادهم فكلهم والحمد لله على خير. س: فضيلة الشيخ، أمي كان لديها قطة ولكنها كانت تؤذيها فربطتها بحبل بالقرب من الشباك دون قصد لكن الهرة قفزت من الشباك دون علم أمي وماتت؛ فهل عليها إثم؟ وماذا يجب عليها؟ لا يجوز تعذيب هذه الحيوانات إذا كانت تؤذيها أذى شديدا فلها أن تطعمها سما مثلا حتى تستريح منها، أو تطردها بعيدا ترسلها إلى مكان بعيد أو إلى قرية نائية حتى لا تعود إليها وتؤذيها. وتعرفون أنه ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال : { عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض } عُذبت بها؛ فعلى هذه المرأة أنها تتوب إلى الله تعالى وتكثر من الاستغفار ولا تعود لمثل هذا. س: كنت طالبا أدرس في المرحلة الثانوية وغلب علي الشيطان وأخذت كرسيا و. بدون علم إدارة المدرسة وبعد التفكر و. أعدت . لإحدى المدارس الإسلامية أما الكرسي فلا زال معي وأنا محتار فيه. من التوبة أن تعيد الكرسي أيضا إلى تلك المدرسة أو إلى مدرسة أخرى؛ وذلك لأنها ليست مملوكة لأشخاص، إنما هي للحكومة زودت بها هذه المدارس وهذه المتوسطات ونحوها؛ فمن التوبة ردها. س: شخص أتى إلى المسجد والإمام في التشهد الأخير وكبر وأكمل الصلاة مع الإمام ولما سلم الإمام أتى شخص آخر يريد الصلاة؛ السؤال هل يصلي مع ذلك الشخص أم يصلي لوحده؟ نري أنه يصلي وحده؛ ذلك لأن هذا أولا دخل بنية أنه مأموم بعد سلام الإمام قام على أنه منفرد فلا يقلب نفسه بعد ذلك إماما؛ فكثرة التحولات قد تغير النية، فيصلي ذلك وحده ويتم هذا وحده. س: ما الذي يقطع الصلاة بالمرور بين يدي المصلي ؟ الصحيح أنه يُنقص الصلاة ولا يبطلها؛ لقوله في الحديث : { لا يقطع الصلاة شيء وادرءوا ما استطعتم } ذهب بعض العلماء إلى أن مرور المرأة بينه وبين موضع سجوده يبطل الصلاة، وإن كانوا استثنوا من ذلك الحرم المكي يعني الذين يطوفون بالحرم بالبيت أنه لا يردهم إذا كان يصلي. كذلك أيضا يرد من مر بين يديه من رجل أو صبي أو نحو ذلك، فيدفعه وله أن يدفعه دفعا شديدا؛ لأنه ورد في الحديث في قوله: { إذا كان أحدكم يصلي إلى سترة فأراد أحد أن يمر بين يديه فليدفعه وإن أبى فليقاتله فإن معه قرين } وفي رواية: { فإنه شيطان } فعليه أن يدافعه بالتي هي أحسن ويشير إليه؛ وذلك لأنه يشوش عليه، المصلي الذي يقبل على صلاته إذا مر أمامه شيء وهو مقبل على صلاته فقد يشغله عن الإقبال عليها. س: فضيلة الشيخ، لو جاء في التشهد الأخير ومعه شخص آخر يدخل مع الإمام في التشهد الأخير أو ينتظر ويصلي جماعة؟ إذا جئتم اثنان والإمام في التشهد الأخير فانتظروا حتى يسلم وصلوا جماعة. س: إذا دخلت المسجد وكنت أحد المأمومين ورأيت الإمام الذي يتقدم المأمومين يتبع المنكرات كشهادة الزور أو الكذب أو الغش ؛ ما دوري في هذه اللحظة أأصلي معهم؟ أم أخرج من المسجد ؟ إذا كان إماما راتبا مستقرا في هذا المسجد فلا يجوز تعيينه وهو على هذه الحال بل يرفع بأمره حتى يعزل. وأما إذا كانت إمامته عارضة إنما جئت بعد ما صلوا الجماعة ورأيت اثنين أو ثلاثة يصلون والإمام الذي يتقدمهم تعرف أنه عاص، فلك أن تصلي معهم؛ لأن هذه صلاة عارضة تحصل على فضيلة الجماعة. س: كلمة توجيهية لفضيلتكم لشاهد الزور ولكاتم الشهادة الذي يعرف الشهادة حقا ويكتمها. شهادة الزور هي شهادة الكذب وهو أن يشهد كذبا ويقول: أشهد بأن فلانا بريء من كذا، أو أن فلانا عنده دين بكذا؛ حمية أو عصبية أو لمصلحه دنيوية أو ما أشبه ذلك. لا شك أن هذه شهادة الزور، وقد بين الله تعالى الإثم في ذلك، قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } ؛ أي لا يشهدون شهادة الزور. وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس ثم قال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور. وما زال يكررها حتى قالوا: ليته سكت } ؛ يعني إشفاقا عليه، فجعل شهادة الزور وقول الزور يعني الكذب من كبائر الذنوب. وأما كتمان الشهادة فإن ذلك أيضا حرام، قال الله تعالى: { وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ } وقال تعالى: { وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا } { وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ } ؛ فمن كان عنده حق لإنسان أو شهادة على حق ودعي إلى ذلك فعليه أن يؤدي الشهادة، فلا يجوز أن يكذب فيها ولا يغيرها، وهكذا قال الله: { وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ } . س: فضيلة الشيخ، وما رأيكم في تفضيل العادات والأعراف القبلية على الأحكام الشرعية ؛ فإذا نشب خلاف بين شخصين مثلا ووقعت لأحدهما جناية يلجأون إلى الأعراف القبلية ويرون أنها أفضل.. الأمور .. أفضل من الأحكام الشرعية وتفرض أحكام قبلية في الديات ....؟ لا تجوز، ولا يجوز هذا، بل هو مما حرمه الله، ويكون ذلك من الحكم بغير ما أنزل الله، قال الله تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ } لا شك أن الأعراف وهذه العادات تكون من حكم الجاهلية { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا } فالحكومة والحمد لله في هذه الدولة قد عممت في كل البلاد من يحكم بالشرع. نصبت في قرية وفي كل جهة قاضيا يتولى الأحكام الشرعية. ولا يتعذر عن أي قضية ترفع إليه بل يجد لها حكما فيما أوحى الله تعالى، أو فيما ألهمه وعلمه، فالذين يتحاكمون إلى عادات جاهلية وإلى جهلة يحكمون بالأعراف ويحكمون بالعادات -لا شك أنهم والحال هذه قد نصبوهم يحكمون بغير ما أنزل الله. وقد ذكر العلماء أن الطواغيت خمسة رءوسهم خمسة: إبليس، ومن عُبد وهو راض، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن حكم بغير ما أنزل الله، ومن ادعى شيئا من علم الغيب. فالذين يحكمون بغير ما أنزل الله إما يحكمون الناس وهم على جهل، وإما يحكمون بعادات ما أنزل الله بها من سلطان، يدخلون في هذا الوعيد والعياذ بالله. عليكم أن تقنعوهم وتبينوا لهم، أما الصلح فـ { الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا } فكونهم يُحَمِّلون الجاني فوق الدية الشرعية التي حكم الله بها وبينها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته هذا خلاف الشرع، إذا جنى جان فإن الشرع مثلا يجعل فيه دية. فالجرحة التي في سائر الرأس تصل إلى العظم فيها أرش، والتي تخرق العظم فيها أرش، والتي تخرق الجوف فيها أرش معروف عند القضاة، كذلك قطع إصبع أو قطع أنملة مفصل من الإصبع أو قطع يد أو فقء عين كلها محكوم فيها في الشرع خطأ أو عمدا؛ فلا يجوز أن يتجاوز الشرع ويُحَكَّم من يحكمون بغير الشرع. س: تُوفي والدي وتزوجت أمي برجل غيره؛ فهل تحتجب زوجتي عنه؟ نعم لأنه أجنبي. زوج أمك ليس هو مثل أبيك، أبوك لا تحتجب عنه زوجتك، وأما زوج أمك فإنه أجنبي لو طلقت زوجتك لحل له أن يتزوجها يعني لأنها أجنبية. س: ما الراجح في الجمع بين الظهر والعصر أو المغرب والعشاء عند نزول المطر ؟ "المشقة تجلب التيسير" فإذا كانت مثلا الطرق إلى المسجد فيها طين يخوض فيه الإنسان إلى نصف الساق لا يصل إلى المسجد إلا بعد جهد جاز الجمع نهارا أو ليلا. وكذلك المستنقعات إذا كان بينكم وبين المسجد مستنقعات يعني مياه مستنقعة لا تصل إلى المسجد حتى تخوض وتبتل ثيابك، وتبتل قدمك إلى الساق ونحو ذلك؛ مما يشق عليك فإن في ذلك الرخصة. وأما إذا كانت الأسواق مسفلتة وليس فيها مستنقعات فلا يجوز الجمع والحال هذه، أما إذا استمر المطر بعد المغرب وعرف أنه شديد وأنه يؤدي إلى الاستمرار الطويل جاز الجمع بين العشاءين. س: عندي أرض وعرضتها للبيع ولكن لم تأت برأس المال بكثير .. رأس المال . مباشرة .. وفي قرارة نفس والدتي أنني لا أبيعها بهذا المبلغ نهائيا وهي إلى الآن على هذه الحال، ونيتي أن أبني فيها بيتا إذا كانت على وضعها الحالي أفتونا وكأن السائل يسأل عن الزكاة؟ لا زكاة فيها حتى تبيعها، إذا بعتها فأخرج زكاة سنة واحدة. جزاكم الله عنا كل خير، ونكتفي بهذا القدر أيها الأحباب تقديرا لظروف فضيلة الشيخ؛ حيث هو على سفر نسأل الله عز وجل أن يتقبل من.. |