وتكون هذه الدعوة بحسب المناسبات تكون دعوة للأفراد، ودعوة للجماعات، ويبدأ بما هو أهم أن يُبدأ به فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ بالدعوة إلى الإخلاص إلى قول لا إله إلا اللَّه ، ثم بعد ذلك دعا إلى نبذ العادات، ونبذ الخرافات التي أُثرت عن الجاهلية الأولى ، فننظر في مثل قول اللَّه تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } هذه دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أن قال له: { لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا } أمره بألا يدعو مع اللَّه غيره ، ثم أمره بأن يدعو أمته { أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } . كذلك أيضاً لما ذكر حق الوالدين؛ وذلك لأنهم قد يسيئون إلى أبويهم ، وكذلك حق ذوي القربى، وكذلك الاقتصاد في النفقة وعدم الإفساد ، وكذلك أيضاً نهى عن عادات جاهلية في مثل قوله: { وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ } { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى } { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } { وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } { وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا } ثم قال بعد ذلك: { وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا } . فبدأ هذه الخصال بالأمر بعبادة اللَّه: { أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } وختمها بالنهي عن الشرك الذي هو دعوة غير اللَّه تعالى معه وجعل إلهة مع اللَّه إلهة أخرى، وبين ذلك النهي عن هذه المحرمات التي هي من الفواحش والتي ليست من دين اللَّه تعالى في شيء ، فكانت هذه هي دعوة نبينا -صلى الله عليه وسلم- اشتملت على تقرير التوحيد ، واشتملت على إنكار المنكرات والعادات السيئة . فهكذا يكون الداعي إذا رأيت أن هذا المدعو عنده خصال شنيعة بدأت بما هو أشدها نكارة فأنكرت عليه ، إذا كان مشركاً وأمرته بتحقيق التوحيد ، ثم بعد ذلك أنكرت عليه العادات السيئة التي يفعلها: كالمسكرات مثلا والمخدرات والزنا والفواحش وما أشبه ذلك ، وكذلك الظلم والعدوان والكبر والخيلاء وما أشبه ذلك ، وكذلك الاعتداء على الناس بأخذ أموالهم وحقوقهم وإراقة دمائهم وانتهاك أعراضهم وما أشبه ذلك ، إذا أردت أن تكون مقتديا برسل اللَّه فإن هذه هي دعوة رسل اللَّه الذين دعوا إلى ما دعا أولهم وآخرهم كذلك أتباعهم يدعون إلى ما دعوا إليه ، هذه حقيقة دعوة رسل اللَّه فنقتدي بهم ونسير على نهجهم . نسأل اللَّه أن يجعلنا من أتباعهم والمقتدين بهم وأن يرزقنا توحيده والإخلاص له وأن يحشرنا في زمرة الدعاة إلى اللَّه تعالى وفي زمرة أنبيائه والصالحين من عباده ، وأن يرزقنا مخافته ورجاءه والاعتماد عليه وحده والصدود عن كل معبود سواه وأن يثبتنا على دين الإسلام وأن يحينا ويتوفانا عليه وأن يسلك بنا صراطه المستقيم ويعيذنا وإخواننا وجميع المسلمين من نزغات الشيطان وتوهيمه وأن يصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأن يجعلهم هداة مهتدين يقولون بالحق وبه يعدلون واللَّه أعلم، وصلى اللَّه على محمد . أسئـلة ....... الناس بعلمائهم وما أجمل أن تكثر هذه الحشود المباركة وغيرها إلى دروس العلماء ومحاضراتهم ، ثم عذراً أيها الشيخ أحب أن أقول لكم أيها الإخوة أن حضوركم هذا للمحاضرات وحرصكم عليها لمؤشر -وللَّه الحمد والمنة- على إقبال الناس على الخير وعلى قوة الصحوة هذه الأيام. ولقد رأينا -وللَّه الحمد- سواء هنا في هذه البلاد المباركة أو في خارجها إقبال الناس على المحاضرات والدروس في هذه السنوات الأخيرة ، فاستمروا على هذا واعلموا أن هذا يعلم اللَّه نصرة لدينكم ودعما أيضا لعلمائكم ودعاتكم الذين نسأل اللَّه -جل وعلا- أن يحفظهم لنا ذخراً للبلاد والعباد وأن يطيل في أعمارهم على طاعته . س: هذا سائل يقول: فضيلة الشيخ أحسن اللَّه إليك هل من الجن رسل ونحن نعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل لجميع الناس إنسهم وجنهم فهل الرسل الذين قبله كذلك أفيدونا أفادكم اللَّه ؟ ذكر ذلك بعض العلماء واستدلوا بقوله تعالى في سورة الأنعام: { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ } فقالوا: كلمة منكم تدل على أن هؤلاء منهم وهؤلاء منهم ، والصحيح أن الرسل كلهم من الإنس ، وإنما من الجن نذر؛ لقوله تعالى: { وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ } ولاعترافهم بقولهم { إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى } فدل على أن موسى مرسل إليهم فالجن يتعلمون من رسل الإنس ثم ينذرون قومهم { وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ } هذا هو الصحيح ، وأما قوله: { رُسُلٌ مِنْكُمْ } أي من جملتكم أي منكم أيها المخاطبون والخطاب للجميع للجن والإنس . س: يقول: أحسن اللَّه إليك هل هناك أقوام لم تأت إليهم الرسل يسمون بأهل الفترة وكيف تقوم عليهم الحجة ؟ نعم لقوله تعالى: { قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ } فالفترة هي ما بين عيسى ومحمد -صلى الله عليه وسلم- قد يقال إن فيها قوم لم تبلغهم الدعوة ولكن الأغلب والأكثر أن العرب كانوا على بقية من دعوة إبراهيم وإسماعيل ولذلك عندهم دين إسماعيل الذي كانوا عليه إلى أن غيره عمرو بن لحي هو الذي غير دين إبراهيم ولكن يوجد أيضاً أهل فترات ويوجد أهل بلاد نائية ما بلغتهم الدعوة ، وهؤلاء في الآخرة يمتحنون بأن يقول اللَّه تعالى لهم إذا أمرتكم تطيعوني قالوا نعم فيخرج اللَّه ناراً فيقول أدخلوها فمن أراد اللَّه سعادته دخلها ولم تضره ، ومن امتنع من دخولها قال اللَّه عصيتني وأنا الذي أمرتك فكيف لو أتتك رسلي فيكون من أهل النار الأحاديث في ذلك ذكرها ابن كثير أو ذكر كثيرا منها عند تفسير قوله تعالى: { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } في سورة الإسراء . س: يقول: أحسن اللَّه إليكم. هل يجوز أن نقول صلى الله عليه وسلم لغير نبينا محمد عليه الصلاة والسلام؟ يجوز ذلك ولكن لا يتخذ عادة؛ أصبحت الصلاة والسلام يعني من خصائص الأنبياء ولكن لا مانع من أن يصلي على غيرهم بالتبع لأن اللَّه تعالى قال: { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ } . س: يقول هل إرسال الرسل ابتلاء وكيف يكون ذلك ؟ معناه قطع للمعاذير ، قطع للحجة فيبتليهم اللَّه تعالى ليظهر من يطيع ومن يعصي ، فمن أراد اللَّه تعالى به خيرا أطاع الرسل واتبع ما جاءوا به ، وأما من حكم اللَّه عليه بالشقاء فإنه من المحرومين فمعنى كونه ابتلاء أي أن اللَّه تعالى ابتلاهم بهذه الأوامر وابتلاهم بطاعة هؤلاء الرسل ليظهر من يطيع ومن يعصي . س: يسأل : أحسن اللَّه إليكم يقول أول انحراف البشرية عن عبادة اللَّه -عز وجل- في أي عهد من الأنبياء ، وهل الانحراف في عهد موسى -عليه الصلاة والسلام- يعتبر هو أول بداية الانحراف؟ قبله قوم نوح انحرفوا وعبدوا غير اللَّه قبل .. موسى بقرون ثم بعدما أهلكوا حدث في أولاده وفي من آمن معه الشرك فبعث اللَّه تعالى هود وكان في قومه انحراف وسببه بعد العهد وسببه أيضاً الجهل ، كذلك أيضاً جعل اللَّه أيضا من أسباب الانحراف التقليد فحدث في كل قوم شرك بسبب التقليد ، وذلك لأن في العرب حدث بسبب رئيس خزاعة الذي يقال له عمرو بن لحي قلد بعض المشركين في الدول الأخرى لما رآهم يعبدونها جاء ودعا إلى عبادة الأصنام . س: يقول: أحسن اللَّه إليكم بعد السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته يقول: كانت دعوة الرسل جميعا إلى التوحيد وما كان ذلك من الدعوة إلا أن بعض الأمم الكفرة لرسلهم إلا قليلا منهم فمع أن رسلهم مدعمين بالآيات العظام الكبرى فما موقف رسلهم من تكذيب أممهم لهم وهل دعوا عليهم بالعذاب ؟ لا شك أن اللَّه عذب المكذبين ، أخبر بأنه أهلكهم فنوح دعا بقوله: { رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } وبقية الأنبياء لما كذبتهم رسلهم أوحى اللَّه إليهم فقال تعالى: { وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا } يعني وأخذ الذين ظلموا العذاب فنجى اللَّه تعالى الرسل وأتباعهم وأهلك غيرهم، لا بد أنهم اشتكوا إلى الله تعالى ووعدهم الله تعالى بأن ينجيهم وأن يهلك المكذبين . س: أسئلة كثيرة يسألون حفظك الله حول قضية التعامل مع الرافضة خصوصا في العمل، وهل هم كفروا الصحابة، وهل هم كفار أو لا، وهل يجوز الزواج من الشيعة والرافضة، وهل يؤاكلون ويشاربون أفيدونا حفظكم الله لا . يظهر أنهم كفار لثلاثة أشياء: أنهم يطعنون في القرآن يدل على ذلك كتبهم ففي كتابهم الذي سموه الكافي أثر مكذوب على جعفر الصادق يقول: إن عندنا مصحف فاطمة مثل مصحفكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من مصحفكم حرف واحد. فمعناه أن مصحفنا ليس مصحفهم أن هذا القرآن الذي هو المصحف أنه ليس بمصحفنا وأنهم يستغنون عنه بمصحف فاطمة فهم يكذبون بهذا المصحف ، وكذلك أيضا متأخر واحد منهم من أهل العراق ألف كتابا له مطبوعا عندهم اسمه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ، ذكر فيه أثارا تدل على أن القرآن محرف ، وأن الصحابة حذفوا أكثر من ثلثيه سيما ما يتعلق بأهل البيت ، فهذا وحده كاف في كفرهم . الثاني: تكفيرهم للصحابة فإنهم يدعون أن الصحابة كلهم ارتدوا ، حيث لم يبايعوا عليا ارتدوا كلهم فلذلك يكفرونهم ، إلا أفرادا قلة يعني خمسة أو ستة كعمار وسلمان وصهيب ونحوهم وعلى هذا لا يقبلون أحاديثهم التي في الصحيحين وفي غيرها لأنهم عندهم كفار ، فكيف تقبل أحاديثهم فعلى هذا جميع الشريعة نقلت لنا بواسطة الصحابة فتكون كلها مكذوبة وإذا كانت مكذوبة جاءت عن طريق كفار فما هي الشريعة الصحيحة ، إذن فنحن وما نحن عليه لسنا على خير ولسنا على حق لأن الشريعة التي نعمل بها تلقيناها عن هؤلاء الكفار في زعمهم . الأمر الثالث: الغلو فإنهم يشركون يغلون في أئمتهم الأثني عشر يدعونهم دائما في الملمات وفي الأزمات وفي الشدائد يدعونهم من دون الله ، فهم دائما يقولون يا علي يا علي ذكر لنا بعض الإخوان أنهم كانوا في إيران يسيرون في أرض صحراء فنشبت السيارة في رمل ولم يستطيعوا إخراجها ، فمر عليهم بعض الرافضة ، فطلبوا منهم أن يدفعوها فقالوا لا ندفعها معكم حتى تقولوا يا علي يا علي فأضطررننا إلى أننا نقول يا علي ولكنا قصدنا الله نحن نقول يا علي يا عظيم قصدنا الله وهم يقصدون ابن أبي طالب الذي هو إمامهم هذا من الشرك . فعلى هذا نقول: إذا ابتليت بأحد منهم فإنك تظهر لهم المقت والتحقير، وتظهر لهم فضائل الصحابة وآثاراهم وعباداتهم ونصرهم للإسلام والمسلمين، وكذلك تنقل له خرافات الرافضة التي هي موجودة في كتبهم وحكاياتهم التي يدعونها ويدعون إليها ، وإذا رأيت منهم عدم تجاوب فأظهر مقته وبغضه وتحقيره، ولا بأس بالعمل معه إذا كنت مظهراً لشعائر دينك ومظهراً لاحتقار من خالف ذلك ، س: والزواج يا شيخ وأما النكاح إليهم وهم على هذه العقيدة فلا يجوز إلا إذا اشترط التحول ، يعني يوجد بعض الطالبات تتأثر بالدعوة الحنيفية ثم تبغض أهلها وتتمنى زوجا صالحا سنيا فإذا عثر على ذلك فلا بأس . س: يقول: أحسن اللَّه إليك هل يجوز للداعية المسلم الذهاب إلى بلاد الكفار والدعوة إلى الإسلام علما بأنه في أحد البلدان توجد ساحات للأماكن العامة يأتي إليها كل من يريد أن يدعو إلى الدين الذي يريد سواء كان مسلما أو يهوديا خاصة بأن الدعاة الصهيونيون لعنهم اللَّه كثيرون هناك أفيدونا أفادكم اللَّه ؟ إذا كنت قادراً على أن تظهر دينك وأن تدعو إلى اللَّه ولا تخاف ممن يفتنك أو يصدك أو يعذبك فإن هذا عمل صالح ، تسافر إلى البلاد التي فيها الكفر ظاهراً أو فيها البدع أو فيها المعاصي وتدعوهم إلى اللَّه تعالى وإلى معتقد أهل السنة وإلى سبيل الطاعة ولك أجر على ذلك . س: يقول أحسن اللَّه إليكم ما رأيك في جماعة إذا انتهوا من المجلس يقولون بدل أن يقولوا كفارة المجلس يقرأ كل واحد منهم آية من القرآن وهكذا حتى ينتهي المجلس يدور عليهم واحدا واحد فهل هذا من السنة أو من البدع ؟ ليس من السنة وليس بمأثور وإن كنا لا نقول إن القرآن قراءته بدعة ولكن على هذه الحال ليس بمشروع ، المشروع إذا أرادوا القيام أن يأتوا بكفارة المجلس يقولون سبحانك اللَّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك؛ لقول اللَّه تعالى: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُوم } . س: هذه سائلة تقول امرأة مات زوجها وهي حامل ثم أسقطت وهي في الحداد هل ينتهي حدادها أم لا ؟ نعم إذا كان تحقق أنه حمل، وأما إذا لم يتحقق بأن خرج منها مثلا دم كثير أو نحو ذلك فنقول: إن هذا لا يسمى حملاً، أما إذا أسقطت وتحقق أنها وضعت شيئا يصدق عليه أنه حمل يعني قد تبين فيه خلق الإنسان يعني تمثيله انتهت عدتها . س: يقول: أحسن اللَّه إليكم انتشر في الآونة الأخيرة شر عظيم وداء خطير ولقد انتشر اختلاف بين شباب الصحوة والتعصب لأشخاص من الفرق والجماعات أصبحنا نسمع مع الأسف من يقول هذا سلفي وهذا تبليغي وهذا من جماعة كذا وذاك من جماعة كذا ، فما توجيهكم لهؤلاء الشباب حفظكم اللَّه ؟ الأمة أمة واحدة قال اللَّه تعالى: { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } أمة واحدة أمة إسلامية لا يجوز أن يكون بينهم اختلاف ولا أن يتحزب بعضهم لبعض ولا أن يكون بينهم شيء من التعصب ، فالواجب أن يكونوا كلهم على المعتقد السلفي في باب الأسماء والصفات، يؤمنون باللَّه تعالى وبأسمائه وبصفاته، يسمونه بما سمى به نفسه وبما سماه به نبيه ، كذلك أيضاً يصفونه بصفات الكمال ينزهونه عن صفات النقص ، فمن أنكر شيئاً من صفات اللَّه تعالى فليس بسلفي ولو تسمى بأنه سلفي ولو تسمى بأنه حزبي أو بأنه تبليغي أو نحو ذلك . فإذا كان هؤلاء التبليغيون أو السلفيون أو المتحزبون إذا كانوا يدعون إلى عبادة الأموات فليسوا بسلفيين، أو كانوا ينكرون الأسماء والصفات فليسوا بسلفيين ، وكذلك إذا كانوا ينكرون القضاء والقدر قدرة اللَّه تعالى فليسوا بسلفيين ، وإذا كانوا يسبون الصحابة فليسوا بسلفيين ، وإذا كانوا يُغلبون جانب الرجاء ويوسعون للناس في المعاصي كعقيدة المرجئة فليسوا بسلفيين ، أما إذا كانوا على معتقد واحد في الأسماء والصفات ، وفي القضاء والقدر ، وفي القول في الصحابة وكذلك في أسماء الإيمان والدين، وكذلك في أركان الإيمان لا اختلاف بينهم في ذلك . فالواجب عليهم أن يكونوا متآخين متحابين وألا يكونوا أحزاباً متباغضين وألا ينقم بعضهم على بعض ، ولو تفرقت وجهاتهم فإذا رأى بعضهم أنهم يقومون بالبيان وبالتبليغ وبالدعوة خارج البلاد وسموا أنفسهم أهل الدعوة أو أهل البلاغ مع سلامة عقيدتهم فهم إخواننا، وإذا اختار بعضهم أن يتولى الولايات التي لها أهمية كخطابة أو تدريس أو إمامة أو دعوة أو قضاء، وقصدهم بذلك أن يجعلوا هذه وسيلة إلى الدعوة إلى اللَّه مع سلامة عقيدتهم في الأسماء والصفات، وفي الإيمان، وفي القضاء والقدر فهم إخواننا . وإذا رأى آخرون التفرغ للتعليم والجلوس للمتعلمين في المساجد أو في الحلقات، أو تتبعهم في الاستراحات والمنتزهات مع سلامة عقيدتهم فهم إخواننا ، ولا يضرهم أن هذا فضل الخروج، وهذا فضل الجلوس، وهذا فضل اعتزال الولايات والوظائف، وهذا فضل الدخول فيها، إذا كان كلهم أهدافهم مستوية فكلهم أمة واحدة ، لا يجوز أن يضلل بعضهم بعضا ولا أن يخطئ أحدهم الآخر إذا كان معتقدهم معتقدا سليماً . س: هذا يسأل أحسن الله إليك عن التعامل مع البنوك الربوية ولعله يقصد حفظكم اللَّه الذي يقترض قرضاً صريحاً من البنك كأن يأخذ مبلغا ثم يزيد ذلك بالسداد أو يتكفل البنك بشراء سلعة لا يملكها ثم هو يسدد ذلك للبنك فما حكم ذلك في الشريعة ؟ التعامل بالإيداع عند الحاجة جائز يعني كأمانة ووديعة، والشراء منهم إذا كانوا يملكون جائز، فإذا كان ذلك البنك يملك سيارة أو سيارات قد دخلت في ملكه جاز شراؤها منه بثمن زائد على ثمن الحال، وأما الاقتراض منهم بزيادة فهذا ربا ولو كانت الزيادة قليلة، إذا طلب منهم أن يقرضوه مثلا عشرة آلاف أعطوه تسعة آلاف وكتبوها عشرة ربا، وكذلك إذا اشترى منهم شيئا لا يملكونه يعني سيارة ليست في ملكهم هذا ما يسمى ربا ولكن بيع ما لا يملك وفي الحديث { لا تبع ما ليس عندك } سواء كان ذلك من البنك أو من الأفراد، فالحاصل أنه يجوز التعامل معهم بالمعاملات الشرعية، ولا يجوز التدخل في الربا . س: هذا يقول فتاة عقد عليها رجل ولم يدخل بها ولم يطأها وتوفي السؤال هل لها عدة تعتدها أم لا ؟ نعم هذا صحيح وذلك لقصة بروع بنت واشق في الحديث { أن ابن مسعود سُئل عن رجل تزوج امرأة ومات قبل أن يدخل بها فقال: أقول فيها برأيي فإن كان صوابا فمن اللَّه وإن كان خطأ فمني لها صداق مثلها لا وكس ولا شطط وعليها عدة ولها الميراث فقام رجل من أشجع فقال: أشهد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى في بروع بنت واشق امرأة منا من أشجع بمثل ما قضيت } فهذا حديث صحيح مشهور فنقول لها صداق أمثالها، أو لها المسمى ولها الميراث وعليها الإحداد. |